A.E.A.T.Q

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يجمع بين العلم و المعرفة يخدم جميع أبناءنا فى الداخل و الخارج و يمكنهم من التواصل بين أبائهم و معلميهم


    تفسير سورة يس part 5

    ياسمينا
    ياسمينا


    عدد المساهمات : 13
    تاريخ التسجيل : 10/03/2010
    العمر : 27
    الموقع : امام الكمبيوتر

    تفسير سورة يس part 5 Empty تفسير سورة يس part 5

    مُساهمة  ياسمينا الإثنين 15 مارس - 14:01

    و يَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)).
    ويقول الكفار مستبعدين منكرين: متى تقوم القيامة إن كنتم -أيها المؤمنون- صادقين في قولكم بقيامها فأخبرونا بوقتها؟
    ((مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ)).
    ما ينتظر الكفار الذين يستبعدون القيامة إلا نفخة الهول الأكبر عند قيام الساعة فتهلكهم على غرة وهم يختصمون في أمور الدنيا.
    ((فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ)).
    فلا يستطيع الكفار عند النفخ في الصور أن يوصوا ذريتهم وقرابتهم بشيء لضيق الزمان وهول الواقعة، ولا يستطيعون العودة إلى أسرهم في بيوتهم، بل يدركهم الموت وهم في طرقاتهم وأسواقهم.
    ((وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ)).
    ونفخ الملك في القرن النفخة الثانية فعادت الأرواح إلى الأجساد، وقاموا من قبورهم إلى موقف الحشر مسرعين. ((قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)).
    قال الكفار وقد أصابتهم الحسرة والندامة: يا خيبتنا ويا هلاكنا، ما الذي أخرجنا من قبورنا؟
    فيقال لهم: هذا ما سبق أن وعد به الرحمن الذي لا يخلف الميعاد، وسبق أن أخبر به الرسل، وقد صدقوا فيما أخبروا.
    ((إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ)).
    ما احتاج بعث الناس من القبور إلا إلى نفخة واحدة في القرن، فإذا كل البشر واقفون للجزاء والسؤال.
    ((فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).
    في هذا اليوم يكون الجزاء بالعدل، ولا تظلم نفس بنقص الحسنات ولا بزيادة السيئات، ولا يقع الجزاء إلا بما عمل العبد أو كان سبباً في هذا العمل من خير أو شر.
    ((إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ)).
    إن أهل الجنة مشغولون عن غيرهم بالتنعم بألذ عيش وأجل نعمة وأتم سعادة، وهم مسرورون في قرة عين وأمن وبهجة وحبور.
    ((هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ)).
    أهل الجنة يتنعمون هم وزوجاتهم تحت ظلال وارفة على أسرة جميلة مريحة.
    ((لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ)).
    لأصحاب الجنة في الجنة أصناف الفواكه الشهية من كل نوع، ولهم فيها كل ما يشتهون ويسألون من سائر الطيبات.
    ((سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)).
    ولهم فوز أعظم وكرامة أجل حين يكلمهم الرحمن الرحيم، فيحييهم بالسلام عليهم من الله الذي أنعم عليهم ورحمهم وصرف عنهم العذاب، فيا قرة عيونهم.
    ((وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ)).
    ويقال للكفار في يوم الحشر: انفصلوا عن المؤمنين ولا تختلطوا بهم، فلكم حال ولهم حال.
    ((أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)).
    ويقول الله لمن كفر من عباده يلومهم ويبكتهم: ألم أوجب عليكم لما أنزلت من كتبي على رسلي ألا تعبدوا الشيطان ولا تطيعوه؟
    إنه عدو لكم بين العداوة شديد البغض.
    ((وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ)).
    وأوجبت عليكم توحيدي وإفرادي بالعبودية وإخلاص الطاعة لي، وهذا هو الطريق القويم والصراط المستقيم الموصل إلى رضوان الله وجنته.
    ((وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ)).
    ولقد أغوى الشيطان عن الإيمان بشراً كثيراً، أفما كان لهم من عقول يفكرون بها وتنهاهم عن الغواية.
    ((هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)).
    هذه النار الموقدة أمامكم التي سبق أن وعدتم بها في الدنيا إذا كفرتم وكذبتم.
    ((اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ)).
    ادخلوا النار واصلوا جحيمها وذوقوا حرها؛ عقاباً لكم على تكذيبكم وكفركم.
    ((الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)).
    يوم القيامة يطبع الله على أفواه الكفار فلا يتكلمون، وإنما تتكلم أيديهم بما اجترحت، وتشهد عليهم أرجلهم بما مشت إليه وعملته من خطيئة.
    ((وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ)).
    ولو شاء الله لأعمى أبصار الكفار مثلما ختم على أفواههم فتسابقوا وأسرعوا إلى الصراط ليمروا من فوقه، فكيف يستطيعون المرور وقد أعمى الله أبصارهم؟
    ((وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ)).
    ولو شاء الله لغير خلق الكفار وبدل أشكالهم وأقعدهم في أماكنهم، فلا يستطيعون المشي إلى الأمام ولا الرجوع إلى الخلف، وإنما يبقون حائرين مبهوتين.
    ((وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ)).
    ومن أطال الله عمره حتى يدركه الهرم والخرف رده إلى أول مراحل العمر في ضعف العقل وضعف الجسم كأنه طفل، أفلا يفكرون بعقولهم فيعلموا أن من فعل ذلك بخلقه قادر على إحيائهم من قبورهم؟
    ((وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ)).
    وما علم الله رسوله صلى الله عليه وسلم الشعر وليس له أن يكون شاعراً؛ لأن الشاعر يهيم في أودية الباطل ويبالغ ويذهب وراء الخيال وقد يكذب، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو نبي معصوم صادق مصدق زكى الله سمعه وبصره وقلبه، فلا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، وما الوحي الذي أتى به إلا ذكر لأصحاب العقول السليمة والفطر القويمة، والقرآن الذي نزل عليه مبين لأحكام الشريعة وآدابها وأخلاقها.
    ((لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ)).
    ليخوف النبي بالقرآن من كان حي القلب نير البصيرة مستقيم الفطرة، ويكتب الله عذابه على من كفر به؛ لأن الله أقام عليهم الحجة بإنزال الكتاب وإرسال الرسول صلى الله عليه وسلم فانقطع عنهم العذر.
    ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ)).
    أولم ير الناس أن الله خلق لهم أنعاماً سخرها لمصالحهم؟
    فهم مالكون أمرها متصرفون فيها تفضلاً منه وإحساناً.
    ((وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ)).
    وسخر الله للعباد هذه الأنعام، فمنها ما يأكلونه، ومنها ما يحلبونه، ومنها ما يركبونه، ومنها ما يحملون عليه أمتعتهم؛ فسبحان من أنعم بها على عباده وذللها لهم.
    ((وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ)).
    وللناس منافع كثيرة في الأنعام، كالانتفاع باللحم واللبن والصوف والوبر والشعر، أفلا يشكرون الله على هذه النعم بإخلاص العبادة له ولزوم طاعته؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو - 13:07