التربية من أجل المواطنة هي أكثر من المعرفة السياسية البسيطة، دروس تربية المواطنة ليست كافية، يجب أن تكون مثل المدرسة هي المنتج للمواطنة الصالحة. جوردون كوك Gordon Cook
عند تعريف مفهوم تربية المواطنة نجد لها العديد من التعريفات، والمفاهيم في الأدب التربوي في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة وهي الدول الأكثر نشاطا في هذا الحقل، والدخول في تعريف المواطنة يعني الدخول في وجهات نظر متباينة، فمصطلحات العلوم الإنسانية تتميز ببعض العمومية التي تقود إلى الجدل في تعريفها، ولكن استعراض وجهات نظر مختلفة يساعد في بلورة بعض العناصر الأساسية التي يمكن من خلالها فهم تربية المواطنة التي يرى كامبل (Campbell,2002) إن الصعوبة الأساسية في دراستها هي تعريف مفهومها، فمصطلح مدني Civic مشهور بالغموض وينظر إليه غالبا بأنه مصطلح جدلي.
أولاً: تعريف تربية المواطنة:
في تعريف المواطنة عند الإغريق كان التأكيد على أن يجعل المواطن مصلحة الجماعة في قمة الأولويات، وبالتالي فإن تعريف تربية المواطنة سيكون مبنيا على تلك الرؤية، ولذلك ظهرت عدة تعريفات لتربية المواطنة منها ما ذكره تشاي (Chi,2000):
1- تربية المواطنة كبناء للأمة citizenship education as nation-building
تهدف تربية المواطنة هنا إلى إدماج العناصر المهاجرة في المجتمع من خلال إكسابهم قيمه ومثله العليا، وكمثال على ذلك دور تربية المواطنة في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين في أمركة المهاجرين إلى أمريكا.
2- تربية المواطنة كحقوق ومسؤوليات citizenship education as rights and responsibilities وهذا هو المفهوم الشائع لها في مقررات الدراسات الاجتماعية، ومقررات دراسة الحكومة، حيث يتم التركيز على تدريس الدستور وحقوق المواطن ومسئولياته المضمنة فيه.
3- تربية المواطنة كسلوك حسنcitizenship education as good behavior
ويتم التركيز هنا على ما يجب أن يدرس من خلال المنهج المتعارف عليه والذي يتعلم عبره الطلاب عن المواطنة، والسلوك الحسن من أجل الوصول بالطالب المواطن إلى مرتبة المواطنة الصالحة، التي تظهر سماتها عمليا في المدرسة في عدة أشكال من السلوك منها: طاعة قواعد الصف، واحترام قوانين المدرسة، والتعهد بالعمل من أجل حمايتها من الانتهاك.
4- تربية المواطنة كمساعدة الآخرينcitizenship education as helping others يشجع الطلاب من خلال المنهج على مساعدة الآخرين أو المساهمة في مجتمع المدرسة أو مجموعة الصف الدراسي وذلك من خلال منح بعض الجوائز والألقاب التشجيعية مثل؛ المواطن الصالح في هذا الشهر أو الطلاب الصالحين في هذا الشهر.
ومن ذلك نستطيع أن نحدد وظيفية تربية المواطنة في الغرفة الصفية أو المدرسة وهي كالآتي:
أ- المساهمة في بناء الأمة، والحفاظ على تماسك المجتمع.
ب- التعريف بالحقوق والواجبات.
ت- إكساب مهارات السلوك الصالح.
ث- مساعدة الآخرين لتحقيق المواطنة الصالحة.
ويعرف فريحة (2004) تربية المواطنة بأنها:
"التربية التي تساعد في بناء المواطن، وهي حصيلة النشاط التربوي لدى الطالب للمساعدة في تكوين شخصيته كعنصر فاعل في الوطن الذي يعيش فيه وينتمي إليه".
ويرى برسلين وموريس (Breslin, Morris,2004) أن تربية المواطنة هي أكثر من مادة دراسية ولذلك فتفكيرنا فيها يجب أن يكون في عدة اتجاهات منها تربية المواطنة:
آ- كمادة دراسية.
ب- كنشاط.
ج- كخلق.
ويوجد معنيان لتربية المواطنة عند نابير (Napier,2004) ويرتبط المعنيون بالتطور التربوي، فالأول معنى ضيق يرى في تربية المواطنة بأنها التعلم عن البناء المدني للدولة، وتنمية اتجاه إيجابي نحوها، من خلال المعرفة ببناء الدستور، وبالعملية السياسية التي تنتهجها، وبمبادئ الحكم المستخلصة من الدستور. وحتى نهاية القرن العشرين ارتبط التعريف الأكثر شيوعا لتربية المواطنة بنظام الحكم الديمقراطي، أي النظام الذي يُفعل فيه دور المواطن وبالتالي لابد من تربيته ليؤدي ذلك الدور بوعي من خلال معرفته بالدولة، ومؤسساتها، وتكوينه اتجاه موجب نحوها.
ويبدو أن ذلك الفهم الضيق لتربية المواطنة قد أثر في مخرجاتها، وأساليب تنفيذها، ودفع ذلك العديد من التربويين إلى توسيع معنى تربية المواطنة فظهر لنا المفهوم الواسع لها والذي اتسع حسب فكر من قام بمناقشته ويمكن أن نلخص الإضافات الجديدة لمفهوم تربية المواطنة في الآتي:
أ- المواطنة هي العضوية في مجموعات ثقافية مختلفة. ولذلك ظهر ما يسمى بالمواطنة في المجتمع الكوني.
ب- التعددية الثقافية هي جزء من معنى تربية المواطنة.
ت- التفكير الناقد مركز اهتمام المواطنة.
ث- البعد الخلقي للمواطنة الفردية.
ولقد ارتكز هذا الاتجاه الحديث في فهم معنى تربية المواطنة على أن الفرد ينتمي إلى جماعات ثقافية متعددة، ويعيش في مجتمع كوني يؤثر فيه ويتأثر به، ولم يعد هذا المواطن في المجتمع الكوني بحاجة إلى المعلومات عن العملية السياسية في بلده فقط؛ بل أصبح قبل كل ذلك بحاجة إلى القدرة النقدية التي تتيح له التعامل مع المعلومات واختبار صحتها، واتخاذ قرارات ذات بعد أخلاقي في نظام اجتماعي معقد ويفرق Ireland, Blenkinsop, Kerr 2003 بين ثلاثة مفاهيم لتربية المواطنة هي:
آ- التربية عن المواطنة Education about citizenship: حيث يتم التركيز على إعطاء الطلاب المعرفة والفهم الكافيين عن التاريخ الوطني، وبنية الحكومة وعملياتها، والحياة السياسية.
ب- التربية من خلال المواطنة Education through citizenship: يركز هنا على إشراك الطلاب في أنشطة التعلم بالعمل، والخبرات التشاركية في المدرسة والمجتمع المحلي، ويعزز التعلم أيضا عنصر المعرفة.
ج- التربية من أجل المواطنة Education for citizenship: يركز هنا على العناصر الثلاثة للعملية التعليمية المعرفة، والفهم، والمهارات، والقيم من أجل تعزيز قدرة الطلاب على المشاركة النشطة، والقيام بأدوارهم ومسئولياتهم، ويتم هنا ربط تربية المواطنة بالخبرة التربوية الكلية للطلاب.
ومن السهل تنفيذ التربية عن المواطنة، وذلك من خلال المناهج التي تركز على الجوانب المعرفية، وكذلك من خلال أسلوب التدريس التقليدي الذي لا يطمح لأبعد من إكساب الطلاب المعرفة، ولكن من الصعب تحقيق التربية من أجل المواطنة، فهي بحاجة إلى عملية تربوية تكسب الطلاب حقيقة أداورهم كمواطنين، وأعتقد أن ما يوجد في مدارسنا الآن هو التربية عن المواطنة، ومهما قدمنا من معلومات لطلابنا فذلك لن يكون كافيا لهم ليكونوا مواطنين نشطين في عالم الكبار مستقبلا، خاصة إذا كانت تلك المعرفة المقدمة تركز على جانب واحد من المواطنة وتهمل جوانب كثيرة.
وفي ضوء ذلك التعريف الجديد والواسع لتربية المواطنة، تحولت طبيعة القضايا والمواضيع التي تركز عليها تربية المواطنة ويمكن أن يتضح ذلك في الآتي:
أ- أصبح تدريس تربية المواطنة ذا أبعاد دولية وكان في ما مضى يركز على البعد المحلي.
ب- كانت تربية المواطنة تركز على المعرفة والآن بدأ التركيز على التفكير الناقد.
ت- كان التركيز على الثقافة السياسية والآن يجب أن نركز على القيم الإنسانية.
ومن هنا ندعوك عزيزتي الطالبة الموهوبة للمشاركة معنا في نادي التربية المدنية والمواطنة بالمدرسة
شهرزاد ( اخصائية )
عند تعريف مفهوم تربية المواطنة نجد لها العديد من التعريفات، والمفاهيم في الأدب التربوي في المملكة المتحدة، والولايات المتحدة وهي الدول الأكثر نشاطا في هذا الحقل، والدخول في تعريف المواطنة يعني الدخول في وجهات نظر متباينة، فمصطلحات العلوم الإنسانية تتميز ببعض العمومية التي تقود إلى الجدل في تعريفها، ولكن استعراض وجهات نظر مختلفة يساعد في بلورة بعض العناصر الأساسية التي يمكن من خلالها فهم تربية المواطنة التي يرى كامبل (Campbell,2002) إن الصعوبة الأساسية في دراستها هي تعريف مفهومها، فمصطلح مدني Civic مشهور بالغموض وينظر إليه غالبا بأنه مصطلح جدلي.
أولاً: تعريف تربية المواطنة:
في تعريف المواطنة عند الإغريق كان التأكيد على أن يجعل المواطن مصلحة الجماعة في قمة الأولويات، وبالتالي فإن تعريف تربية المواطنة سيكون مبنيا على تلك الرؤية، ولذلك ظهرت عدة تعريفات لتربية المواطنة منها ما ذكره تشاي (Chi,2000):
1- تربية المواطنة كبناء للأمة citizenship education as nation-building
تهدف تربية المواطنة هنا إلى إدماج العناصر المهاجرة في المجتمع من خلال إكسابهم قيمه ومثله العليا، وكمثال على ذلك دور تربية المواطنة في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين في أمركة المهاجرين إلى أمريكا.
2- تربية المواطنة كحقوق ومسؤوليات citizenship education as rights and responsibilities وهذا هو المفهوم الشائع لها في مقررات الدراسات الاجتماعية، ومقررات دراسة الحكومة، حيث يتم التركيز على تدريس الدستور وحقوق المواطن ومسئولياته المضمنة فيه.
3- تربية المواطنة كسلوك حسنcitizenship education as good behavior
ويتم التركيز هنا على ما يجب أن يدرس من خلال المنهج المتعارف عليه والذي يتعلم عبره الطلاب عن المواطنة، والسلوك الحسن من أجل الوصول بالطالب المواطن إلى مرتبة المواطنة الصالحة، التي تظهر سماتها عمليا في المدرسة في عدة أشكال من السلوك منها: طاعة قواعد الصف، واحترام قوانين المدرسة، والتعهد بالعمل من أجل حمايتها من الانتهاك.
4- تربية المواطنة كمساعدة الآخرينcitizenship education as helping others يشجع الطلاب من خلال المنهج على مساعدة الآخرين أو المساهمة في مجتمع المدرسة أو مجموعة الصف الدراسي وذلك من خلال منح بعض الجوائز والألقاب التشجيعية مثل؛ المواطن الصالح في هذا الشهر أو الطلاب الصالحين في هذا الشهر.
ومن ذلك نستطيع أن نحدد وظيفية تربية المواطنة في الغرفة الصفية أو المدرسة وهي كالآتي:
أ- المساهمة في بناء الأمة، والحفاظ على تماسك المجتمع.
ب- التعريف بالحقوق والواجبات.
ت- إكساب مهارات السلوك الصالح.
ث- مساعدة الآخرين لتحقيق المواطنة الصالحة.
ويعرف فريحة (2004) تربية المواطنة بأنها:
"التربية التي تساعد في بناء المواطن، وهي حصيلة النشاط التربوي لدى الطالب للمساعدة في تكوين شخصيته كعنصر فاعل في الوطن الذي يعيش فيه وينتمي إليه".
ويرى برسلين وموريس (Breslin, Morris,2004) أن تربية المواطنة هي أكثر من مادة دراسية ولذلك فتفكيرنا فيها يجب أن يكون في عدة اتجاهات منها تربية المواطنة:
آ- كمادة دراسية.
ب- كنشاط.
ج- كخلق.
ويوجد معنيان لتربية المواطنة عند نابير (Napier,2004) ويرتبط المعنيون بالتطور التربوي، فالأول معنى ضيق يرى في تربية المواطنة بأنها التعلم عن البناء المدني للدولة، وتنمية اتجاه إيجابي نحوها، من خلال المعرفة ببناء الدستور، وبالعملية السياسية التي تنتهجها، وبمبادئ الحكم المستخلصة من الدستور. وحتى نهاية القرن العشرين ارتبط التعريف الأكثر شيوعا لتربية المواطنة بنظام الحكم الديمقراطي، أي النظام الذي يُفعل فيه دور المواطن وبالتالي لابد من تربيته ليؤدي ذلك الدور بوعي من خلال معرفته بالدولة، ومؤسساتها، وتكوينه اتجاه موجب نحوها.
ويبدو أن ذلك الفهم الضيق لتربية المواطنة قد أثر في مخرجاتها، وأساليب تنفيذها، ودفع ذلك العديد من التربويين إلى توسيع معنى تربية المواطنة فظهر لنا المفهوم الواسع لها والذي اتسع حسب فكر من قام بمناقشته ويمكن أن نلخص الإضافات الجديدة لمفهوم تربية المواطنة في الآتي:
أ- المواطنة هي العضوية في مجموعات ثقافية مختلفة. ولذلك ظهر ما يسمى بالمواطنة في المجتمع الكوني.
ب- التعددية الثقافية هي جزء من معنى تربية المواطنة.
ت- التفكير الناقد مركز اهتمام المواطنة.
ث- البعد الخلقي للمواطنة الفردية.
ولقد ارتكز هذا الاتجاه الحديث في فهم معنى تربية المواطنة على أن الفرد ينتمي إلى جماعات ثقافية متعددة، ويعيش في مجتمع كوني يؤثر فيه ويتأثر به، ولم يعد هذا المواطن في المجتمع الكوني بحاجة إلى المعلومات عن العملية السياسية في بلده فقط؛ بل أصبح قبل كل ذلك بحاجة إلى القدرة النقدية التي تتيح له التعامل مع المعلومات واختبار صحتها، واتخاذ قرارات ذات بعد أخلاقي في نظام اجتماعي معقد ويفرق Ireland, Blenkinsop, Kerr 2003 بين ثلاثة مفاهيم لتربية المواطنة هي:
آ- التربية عن المواطنة Education about citizenship: حيث يتم التركيز على إعطاء الطلاب المعرفة والفهم الكافيين عن التاريخ الوطني، وبنية الحكومة وعملياتها، والحياة السياسية.
ب- التربية من خلال المواطنة Education through citizenship: يركز هنا على إشراك الطلاب في أنشطة التعلم بالعمل، والخبرات التشاركية في المدرسة والمجتمع المحلي، ويعزز التعلم أيضا عنصر المعرفة.
ج- التربية من أجل المواطنة Education for citizenship: يركز هنا على العناصر الثلاثة للعملية التعليمية المعرفة، والفهم، والمهارات، والقيم من أجل تعزيز قدرة الطلاب على المشاركة النشطة، والقيام بأدوارهم ومسئولياتهم، ويتم هنا ربط تربية المواطنة بالخبرة التربوية الكلية للطلاب.
ومن السهل تنفيذ التربية عن المواطنة، وذلك من خلال المناهج التي تركز على الجوانب المعرفية، وكذلك من خلال أسلوب التدريس التقليدي الذي لا يطمح لأبعد من إكساب الطلاب المعرفة، ولكن من الصعب تحقيق التربية من أجل المواطنة، فهي بحاجة إلى عملية تربوية تكسب الطلاب حقيقة أداورهم كمواطنين، وأعتقد أن ما يوجد في مدارسنا الآن هو التربية عن المواطنة، ومهما قدمنا من معلومات لطلابنا فذلك لن يكون كافيا لهم ليكونوا مواطنين نشطين في عالم الكبار مستقبلا، خاصة إذا كانت تلك المعرفة المقدمة تركز على جانب واحد من المواطنة وتهمل جوانب كثيرة.
وفي ضوء ذلك التعريف الجديد والواسع لتربية المواطنة، تحولت طبيعة القضايا والمواضيع التي تركز عليها تربية المواطنة ويمكن أن يتضح ذلك في الآتي:
أ- أصبح تدريس تربية المواطنة ذا أبعاد دولية وكان في ما مضى يركز على البعد المحلي.
ب- كانت تربية المواطنة تركز على المعرفة والآن بدأ التركيز على التفكير الناقد.
ت- كان التركيز على الثقافة السياسية والآن يجب أن نركز على القيم الإنسانية.
ومن هنا ندعوك عزيزتي الطالبة الموهوبة للمشاركة معنا في نادي التربية المدنية والمواطنة بالمدرسة
شهرزاد ( اخصائية )