البقع الشمسية والأنفلونزا
روج البعض من علماء الغرب_في محاولة لتفسير موجات الإنفلونزا التي تجتاح العالم من حين لآخر – أن الأنفلونزا التي اجتاحت العالم عام 1918، وأدت إلى هلاك أكثر من عشرين مليون نسمة من الجنس البشري ترجع إلى تزايد البقع الشمسية وما يصاحبها من نشاط شمسي وانفجارات شمسية عام 1918، وأن هذا العام 2000 وعام 2001 سوف يشهدان انتشار الأنفلونزا بطريقة وبائية؛ حيث يُعتبرا عامين لقمة النشاط الشمسي، وقد جاء التصريح أثناء موجة من الهلع والفزع الذي اجتاح العالم كله خوفًا من وباء الأنفلونزا وفيروساته الجديدة الأسترالية واليابانية.
البقع الشمسية على قرص الشمس هي مناطق معتمة وباردة نسبيًّا عن سطح الشمس بمقدار قد يصل إلى 2000 درجة مئوية، كما تتميز بمجال مغناطيسي قوي قد يصل إلى 2000 جاوس، وهذا المجال هو المسئول الأول عن كافة النشاط الشمسي، ويؤدي إلى تكون ما يُسمَّى بالشعيلات في طبقة الكرموسفير للشمس، وظاهرة ألسنة اللهب في الكورونا المحيطة بقرص الشمس، والانفجارات الشمسية، وتكثفات الكورونا التي تؤدي إلى مزيد من أشعة الراديو والأشعة السينية الصادرة من الشمس.
ومنذ الرصد المنتظم للبقع الشمسية في مرصد زيورخ بسويسرا في منتصف القرن الثامن عشر؛ فقد اتضح أن لهذه البقع في الشمس دورات للنشاط والهدوء تبلغ في المتوسط أحد عشر عامًا، وهناك معامل يُسمَّى معامل وولف لتحديد قيمة هذا النشاط في الشمس، ويتم حسابه عن طريق عدد مجموعات البقع على قرص الشمس، وما تحويه كل مجموعة من بُقَيْعات صغيرة، وكانت آخر دورة هي الدورة الثانية والعشرين؛ حيث بلغ معامل وولف 9 في عام 1996 كمتوسط سنوي، وكانت الشمس في حالة هدوء؛ حيث كانت تمضي أيام عديدة دون أن تكون هناك بقعة واحدة على قرص الشمس، ومع بداية عام 1997 بدأت الدورة الثالثة والعشرين للنشاط في الشمس؛ حيث بلغ معامل وولف 22، وفي عام 1998 كان معامل وولف 64، وفي عام 1999 بلغ 90، ومن المتوقع أن يكون 117 في عام 2000، ويزداد قليلاً عام 2001، حيث سيكون قمة النشاط للدورة الثالثة والعشرين.
ومع أن هناك نظريات عديدة للربط ما بين النشاط في الشمس، والتغيرات في المناخ والعمليات البيولوجية للإنسان والحيوان والنبات وصلت إلى حد الربط ما بين الحروب والثورات الكبرى في تاريخ الجنس البشري مع النشاط في الشمس نتيجة لتأثير المجال المغناطيسي القوي للشمس على المجال لمغناطيسي والكهربي للأرض، وتأثير هذا التغير على الجهاز العصبي للإنسان، إلا أن هذه النظريات تأخذ بكثير من الحذر والتدقيق من جانب علماء الشمس وتأثيرها على الأرض، Solar - Terrestrial physics” "، فقد لاحظ البعض بأن هناك دورات في إنتاج القمح وسعره، على المستوى العالمي تماثل دورات النشاط في الشمس، وكذلك علاقة ما بين فيضان الأنهار الكبيرة في العالم ودورة النشاط في الشمس، وزيادة التكاثر والتناسل في القوارض وحتى في الميكروبات والفيروسات مع النشاط في الشمس، ولكن العلاقة الثابتة والمؤكدة هي ارتباك سُمْك "تخانة" الحلقات التي تتكون في لب الأشجار ونسبة الكربون 14 المشع في هذه الحلقات مع النشاط في الشمس، وبالذات في أشجار الصنوبر المعمرة التي قد يزيد عمر الشجرة عن ألف عام كما هو الحال في أشجار الصنوبر في الغابة الحمراء بشمال سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن لا أعتقد بوجود علاقة مؤكدة ما بين النشاط في الشمس والأنفلونزا كوباء، والبقع والانفجارات الشمسية بريئة من هلاك أكثر من عشرين ألف نسمة من الجنس البشري عام 1918 للأسباب التالية:
أولاً: إن أعلى نشاط حدث في الشمس خلال القرن العشرين كان عام 1957؛ حيث بلغ معامل وولف 190 كمتوسط سنوي، وهو ضعف النشاط الذي حدث عام 1918 ومع ذلك لم يحدث وباء للأنفلونزا عام 1957 بطريقة قاتلة.
ثانيًا: أنه أثناء النشاط الشمسي تزداد الانفجارات الشمسية العنيفة التي يصدر منها كمية كبيرة من الأشعة السينية (إكس) تفوق آلاف المرات كمية الأشعة السينية الصادرة في حالة هدوء الشمس، وهي أشعة قاتلة للميكروبات والفيروسات أثناء ترحالها في الفضاء إذا كانت قادمة من أجرام أو كواكب أخرى بعيدة.
ثالثًا: هناك نظرية كانت قد سادت مع بداية القرن العشرين، وهي أن الحياة تنتقل بالعدوى داخل المجموعة الشمسية عن طريق المذنّبات، إلا أنه مع غزو الفضاء وجدت هذه النظرية معارضة شديدة، ولكن خلال العقد الأخير(التسعينيات) من نفس القرن عادت هذه النظرية تفرض نفسها بقوة على علماء بيولوجيا الفضاء Bioastronomy، حيث إن المذنبات هي ثلج ملوث بالتراب، ولقد ثبت من رصدها مؤخرًا بأشعة الراديو وأخذ عينات من ذيلها عن طريق المركبات الفضائية وتحليلها أنها تحتوي على مواد كربوهيدراتية ومواد عضوية تعتبر أساسية لقيام الحياة.
ولقد حاول البعض من علماء الغرب الربط بين أنفلونزا يناير 2000 وبعض قطع الثلج التي وجدت في أسبانيا في حجم كرة السلة وغير منتظمة الشكل، واستبعد علماء الطقس والمناخ أن تكون هذه القطع من البرد (كرات من الثلج) الذي يسقط من السماء؛ لأن حجمه لا يتجاوز البرتقالة في أكبر الأحوال؛ لذلك فقد اعتقد البعض أن هذه الثلوج بقايا مذنب سقط بجاذبية الأرض على أسبانيا، كما نشر في بعض الصحف، إلا أن علماء الفلك والفضاء في العالم لم يثبت لهم دليل علمي من أرصاد أرضية أو بالأقمار الصناعية أن هناك اصطدامًا لبقايا مذنب مع الأرض خلال هذه الفترة.
ونشير هنا أن البقع الشمسية والانفجارات الشمسية هي ظواهر طبيعية تحدث منذ ملايين بل مليارات السنين ورغم آثارها الضارة سواء من الأشعة الكهرومغناطيسية ذات الطاقة العالية كالأشعة فوق البنفسجية من النوع C والأشعة السينية وأشعة جاما بجانب الأشعة المؤينة كأشعة ألفا (إلكترونات ) وأشعة بيتا (بروتونات)، إلا أن الله سبحانه يحمينا من هذا الضرر عن طريق طبقات الجو العليا.
روج البعض من علماء الغرب_في محاولة لتفسير موجات الإنفلونزا التي تجتاح العالم من حين لآخر – أن الأنفلونزا التي اجتاحت العالم عام 1918، وأدت إلى هلاك أكثر من عشرين مليون نسمة من الجنس البشري ترجع إلى تزايد البقع الشمسية وما يصاحبها من نشاط شمسي وانفجارات شمسية عام 1918، وأن هذا العام 2000 وعام 2001 سوف يشهدان انتشار الأنفلونزا بطريقة وبائية؛ حيث يُعتبرا عامين لقمة النشاط الشمسي، وقد جاء التصريح أثناء موجة من الهلع والفزع الذي اجتاح العالم كله خوفًا من وباء الأنفلونزا وفيروساته الجديدة الأسترالية واليابانية.
البقع الشمسية على قرص الشمس هي مناطق معتمة وباردة نسبيًّا عن سطح الشمس بمقدار قد يصل إلى 2000 درجة مئوية، كما تتميز بمجال مغناطيسي قوي قد يصل إلى 2000 جاوس، وهذا المجال هو المسئول الأول عن كافة النشاط الشمسي، ويؤدي إلى تكون ما يُسمَّى بالشعيلات في طبقة الكرموسفير للشمس، وظاهرة ألسنة اللهب في الكورونا المحيطة بقرص الشمس، والانفجارات الشمسية، وتكثفات الكورونا التي تؤدي إلى مزيد من أشعة الراديو والأشعة السينية الصادرة من الشمس.
ومنذ الرصد المنتظم للبقع الشمسية في مرصد زيورخ بسويسرا في منتصف القرن الثامن عشر؛ فقد اتضح أن لهذه البقع في الشمس دورات للنشاط والهدوء تبلغ في المتوسط أحد عشر عامًا، وهناك معامل يُسمَّى معامل وولف لتحديد قيمة هذا النشاط في الشمس، ويتم حسابه عن طريق عدد مجموعات البقع على قرص الشمس، وما تحويه كل مجموعة من بُقَيْعات صغيرة، وكانت آخر دورة هي الدورة الثانية والعشرين؛ حيث بلغ معامل وولف 9 في عام 1996 كمتوسط سنوي، وكانت الشمس في حالة هدوء؛ حيث كانت تمضي أيام عديدة دون أن تكون هناك بقعة واحدة على قرص الشمس، ومع بداية عام 1997 بدأت الدورة الثالثة والعشرين للنشاط في الشمس؛ حيث بلغ معامل وولف 22، وفي عام 1998 كان معامل وولف 64، وفي عام 1999 بلغ 90، ومن المتوقع أن يكون 117 في عام 2000، ويزداد قليلاً عام 2001، حيث سيكون قمة النشاط للدورة الثالثة والعشرين.
ومع أن هناك نظريات عديدة للربط ما بين النشاط في الشمس، والتغيرات في المناخ والعمليات البيولوجية للإنسان والحيوان والنبات وصلت إلى حد الربط ما بين الحروب والثورات الكبرى في تاريخ الجنس البشري مع النشاط في الشمس نتيجة لتأثير المجال المغناطيسي القوي للشمس على المجال لمغناطيسي والكهربي للأرض، وتأثير هذا التغير على الجهاز العصبي للإنسان، إلا أن هذه النظريات تأخذ بكثير من الحذر والتدقيق من جانب علماء الشمس وتأثيرها على الأرض، Solar - Terrestrial physics” "، فقد لاحظ البعض بأن هناك دورات في إنتاج القمح وسعره، على المستوى العالمي تماثل دورات النشاط في الشمس، وكذلك علاقة ما بين فيضان الأنهار الكبيرة في العالم ودورة النشاط في الشمس، وزيادة التكاثر والتناسل في القوارض وحتى في الميكروبات والفيروسات مع النشاط في الشمس، ولكن العلاقة الثابتة والمؤكدة هي ارتباك سُمْك "تخانة" الحلقات التي تتكون في لب الأشجار ونسبة الكربون 14 المشع في هذه الحلقات مع النشاط في الشمس، وبالذات في أشجار الصنوبر المعمرة التي قد يزيد عمر الشجرة عن ألف عام كما هو الحال في أشجار الصنوبر في الغابة الحمراء بشمال سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن لا أعتقد بوجود علاقة مؤكدة ما بين النشاط في الشمس والأنفلونزا كوباء، والبقع والانفجارات الشمسية بريئة من هلاك أكثر من عشرين ألف نسمة من الجنس البشري عام 1918 للأسباب التالية:
أولاً: إن أعلى نشاط حدث في الشمس خلال القرن العشرين كان عام 1957؛ حيث بلغ معامل وولف 190 كمتوسط سنوي، وهو ضعف النشاط الذي حدث عام 1918 ومع ذلك لم يحدث وباء للأنفلونزا عام 1957 بطريقة قاتلة.
ثانيًا: أنه أثناء النشاط الشمسي تزداد الانفجارات الشمسية العنيفة التي يصدر منها كمية كبيرة من الأشعة السينية (إكس) تفوق آلاف المرات كمية الأشعة السينية الصادرة في حالة هدوء الشمس، وهي أشعة قاتلة للميكروبات والفيروسات أثناء ترحالها في الفضاء إذا كانت قادمة من أجرام أو كواكب أخرى بعيدة.
ثالثًا: هناك نظرية كانت قد سادت مع بداية القرن العشرين، وهي أن الحياة تنتقل بالعدوى داخل المجموعة الشمسية عن طريق المذنّبات، إلا أنه مع غزو الفضاء وجدت هذه النظرية معارضة شديدة، ولكن خلال العقد الأخير(التسعينيات) من نفس القرن عادت هذه النظرية تفرض نفسها بقوة على علماء بيولوجيا الفضاء Bioastronomy، حيث إن المذنبات هي ثلج ملوث بالتراب، ولقد ثبت من رصدها مؤخرًا بأشعة الراديو وأخذ عينات من ذيلها عن طريق المركبات الفضائية وتحليلها أنها تحتوي على مواد كربوهيدراتية ومواد عضوية تعتبر أساسية لقيام الحياة.
ولقد حاول البعض من علماء الغرب الربط بين أنفلونزا يناير 2000 وبعض قطع الثلج التي وجدت في أسبانيا في حجم كرة السلة وغير منتظمة الشكل، واستبعد علماء الطقس والمناخ أن تكون هذه القطع من البرد (كرات من الثلج) الذي يسقط من السماء؛ لأن حجمه لا يتجاوز البرتقالة في أكبر الأحوال؛ لذلك فقد اعتقد البعض أن هذه الثلوج بقايا مذنب سقط بجاذبية الأرض على أسبانيا، كما نشر في بعض الصحف، إلا أن علماء الفلك والفضاء في العالم لم يثبت لهم دليل علمي من أرصاد أرضية أو بالأقمار الصناعية أن هناك اصطدامًا لبقايا مذنب مع الأرض خلال هذه الفترة.
ونشير هنا أن البقع الشمسية والانفجارات الشمسية هي ظواهر طبيعية تحدث منذ ملايين بل مليارات السنين ورغم آثارها الضارة سواء من الأشعة الكهرومغناطيسية ذات الطاقة العالية كالأشعة فوق البنفسجية من النوع C والأشعة السينية وأشعة جاما بجانب الأشعة المؤينة كأشعة ألفا (إلكترونات ) وأشعة بيتا (بروتونات)، إلا أن الله سبحانه يحمينا من هذا الضرر عن طريق طبقات الجو العليا.