إذا لم تعبر عن ما بداخلك بصدق أمام من يسألك عن رأيك، فأنت مجامل.
وإذا زاد الكلام الجميل المعسول عن حده فهو نفاق، وهنا تدخل في مشكلات عديدة، والسمعة ستكون أنك منافق ولا يمكن الاعتداد برأيك.
هل أنت مجامل! وهل العرب أكثر الشعوب مجاملة، وتحديدا للموضوع هل الأردنيون يجاملون؟
لكن، إذا أنت تجامل..فمعناه أنك تلاطف من حولك؛ تحببا ومودة، وهناك من يعمد على المبالغة والتي تصل في أحيان كثيرة إلى نفاق و"الضحك على اللحى".
في غالب الأحيان يلاطف علي الكريَم ابن التاسعة والعشرين عاما أصدقاءه وأقرباءه عبر سلامات وكلمات تبجيل تصل إلى حد أصبح فيه معروفا بـ"حلاوة لسانه"، وهو بطبيعته كثير الكلام على حد وصفه، "لا يمكن أن أرى شخصا إلا وأقول له أهلا بالجميل الحلو الرائع، نورت المكان".
علي يعلم سلفا أن هناك أناس لا يستلطفون الكلام الجميل، أو لا يعتبرونه عن حسن نية، وتحديدا عند "النساء؛ نعم النساء فهناك الكثيرات في عملي بالنوفوتيه يعتبرونني أتغزل بهن، والرد إما الكلام الجارح أو الملاطفة المتبادلة، ولكن ليست عن حسن نية"، فطبيعة عمل علي تتطلب منه الكلام اللطيف.
الإنسان الطبيعي يحب المجاملة
وبرأي أساتذة الاجتماع فإن الإنسان بطبعه يحب الكلام الجميل، ويقول مجد الدين خمش، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، "الإنسان بطبيعته يحب المجاملة؛ وذلك حتى يتقرب من الشخص الذي يجامله، وفي ذات الوقت حتى يرضي هذا الشخص".
هناك اهتماما بلغة الحوار مع الآخر، وهي ثقافة لدى العرب خصوصا، وفيها يركز المتحدث على الجمل والكلمات التي فيها مديح، وكل ذلك لأجل "الدعم العاطفي"، كما يقول خمش.
المجاملة هي تقليد مجتمعي، وخصوصا عند الشباب وفي الحياة العامة في الباص والمحل والعيادة، فمن وراء كل مجاملة هدف ما، كما يشير دكتور علم النفس كرابيد زيدان، "لا توجد مجاملة مجانية".
"في عملي اليومي، يأتيني مراجعين يقولون لي جئنا إليك لأن أناس قالوا عنك أنك ممتاز وإلى غير ذلك من الكلام الجميل، والمراد من ذلك إما المعالجة مجانا أو أهداف أخرى".
لا يوجد مجاملة دون هدف
ويتفق الدكتور خمش مع الدكتور زيدان في ضرورة وجود هدف وراء المجاملة، ويضيف "إما للتقرب من الشخص أو لمنفعة معينة، وإما لمجرد حرارة اللقاء، وهي تضفي الدفء في العلاقة بين الأشخاص".
المجاملة هي كذبة وإن كانت محببة ومطلوبة، وهي أكذوبة تبدأ من صاحبها وتنتهي عند المتلقي، وبرأي العديدين فإن المجامل (نائب الكذاب) وهي إشارة إلى أن المجاملة إن تجاوزت الحد فهي كذبة كبيرة وتقع عندها المشاكل.
في اللغة هي من جَمل أي لاطف الآخر؛ في أدب الكلام والمعاشرة، أما النفاق فهي إظهار عكس ما يبطن المرء بداخله.
والنفاق قد تُعرف من الكلمة الأولى عند السامع، كما يلفت د. كرابيد زيدان "وهناك كلمات ترتبط بفكر أي شخص بحيث تُعرف أنها نفاق مثل: نورت الدنيا، وجهك ولا وجه القمر واستخدامها بكثرة، وهذا ما نشاهده يوميا وخصوصا في المؤسسات الرسمية أو الأعمال التي تعتمد على الكلام".
لا يستطيع الإنسان إلا أن يجامل
اجتماعيا، المجاملة مفيدة وليست سلبية، لأنها كما يوضح د. مجد الدين: "تقَرب بين الناس، وتدعم الذات، وبالتالي يشعر المستمع للمجاملة بالراحة والسرور".
الكاتب يوسف غيشان لا يجامل عادة، لكن "أجامل بالحد الذي لا يهين الشخص الآخر"، معلقا "المجاملة في العادة تأخذ ثلثي الحديث. لا اقدر أن أجامل كما الآخرين، ومع ذلك لا يستطيع الإنسان إلا أن يجامل".
لا يتعلم الشخص المجاملة من حياته بقدر ما يأتي بها من البيت، ويقول حولها د. كرابيد "تبدأ من البيت، عبر تعلم الطباع من الأب والأم والشقيق، ومن خلال ما يشاهده الأطفال من الزوار الذين يرحب بهم إلى درجة لا تطاق، فكل هذا يربي الطباع في أذهانهم".
متى تصبح المجاملة نفاق!
يجيب د. مجد الدين "المجاملة المعتدلة هي مقبولة، وإذا زادت قليلا تصبح نوعا من المبالغة، وهنا تصبح ردة فعل عكسية، وبالتالي ينفر الشخص من الذي يجامل".
أما د. كرابيد فيقول "المجاملة تؤدي إلى نفور من حول المجامل، وهي حاصل للنفاق".
ويضيف "العشيرة والعائلة لهما علاقة بالمجاملة، نحن نتحمس ونساعد ونتلفظ الكلام المعسول مع أقربائنا وأبناء عشيرتنا".
مقابل ذلك، "نتعامل مع الأغراب بخشونة، عكس التعامل مع العائلة والمعارف" كما يلفت د. مجد الدين.
"المجاملة تعتمد على نوع العلاقة بين الموظف والمدير في العمل مثلا، وهنا تكون درجة من احترام السلطة والطاعة، وبنفس الوقت هناك أدب وتهذيب، وهي تدخل في باب المجاملة، أم مع الزملاء في العمل فهناك مجاملات من نوع مختلف، مزحة خفيفة مديح إلى غير ذلك، وإشادة ببعض المسالك، أما في مجال الأسرة فهي أيضا موجودة بين الزوج والزوجة وتقرب فيما بينهما وتضفي دفء على العلاقة، كذلك مشروعة بين الأب وابنه وذلك لدعمه عاطفيا".
بشير 56 عاما مقتنع بأهمية المجاملة، بل ويعتبرها أمر ضروري ويقول مبررا ذلك "لأن الِكشر لا يجامل الناس، ويصبح منبوذا وغير مستحب لأن المجاملة مطلبا وليست منفرة، ومن هنا فإن المجاملة أعتبرها من الضروريات في مجتمعنا الحالي".
ويؤكد د. مجد الدين ما قاله بشير: "الكلام الجميل دوما فيه المجاملة الخفيفة، وهو مطلوب ضمن إطار التهذيب والدماثة وهنا تكون مقبولة ومحببة كثيرا".
المجاملة تؤسس المشاكل
ورغم أهمية المجاملة بين الناس كما يعبر بشير، فإن السيدة إيمان 47 عاما تجد أنها أصبحت تسبب لها الكثير من المشكلات، لأن الرأي الجميل لا يعكس ما هو مبطن من الداخل والمجاملة هكذا، ومعنى ذلك "يضحك أمامي ويتحدث عني من وراء ظهري".
الكاتب بسام القاضي يقول "هي نوع من الكذب الذي يسمونه "المجاملة" هو ملح الحياة، كأن الحياة ليست سوى طبخة ما! مع ذلك كيف سيكون طعمها لو صارت كلها ملحاً؟!".
ويضيف: "إن المجاملة هي النوع الأشهر من أنواع الكذب الذي يسمونه الأبيض لأنه لا يسبب ضرراً، ولكنها عندما تتجاوز الحدود تصبح نفاقاً. والنفاق كذب أكثر سواداً وضرراً من الكذب نفسه".
أما سمر 30 عاما لا تجد الحرج في التعبير بصراحة عن ما يجول بداخلها أمام الشخص الذي معها، "أقول رأيي بصراحة دون حرج، فلا أستطيع أن أجامل، لكن هناك مواقف قد تطلب مني المجاملة، ومنها ليس مطلوب مني أن أقول للفتاة وأنا بالشارع أنك لا تلبسين جيدا، كذلك أجامل شقيقاتي، لكن ليس كثيراًًًً".
ضحك على اللَحى
المجاملة: هي ضحك على اللحى، تعرفها الفتاة جفرا 23 عاما، وتسمع المجاملات يوميا في حياتها وبين رفيقاتها في الجامعة وفي الحياة اليومية، وهذا ما يسبب لها الضيق، "لا أحتمل الكذب والنفاق".
"المجاملة والنفاق سيان بالنسبة لي، لا أعتقد أنهما يختلفان عن بعضهما، لأنهما يهدفان إلى تلبية أهداف أصحابها".
هل العرب أكثر الشعوب مجاملة ؟
يعلق د. مجد الدين "نحن نفرق بين المعارف والأقارب، وهناك معايير مختلفة في كلا الحالتين، فنحن مع المعارف والأقارب نكون دمثين ومجاملين ومتقبلين ولطيفين، ولكن مع الأغراب هناك خشونة وعدوانية مستترة، فالعرب بطبعهم يحبون الكلام الجميل لكن لا يوجد اختلافات بين الشعوب حول ذلك، لأن الإنسان بطبعه يحبه الكلام الجميل وهو لا يختلف عن جنسية وأخرى".
متحدثا عن دوره كأستاذ في الجامعة بدعم طلابه عبر كلام "إيجابي" لبناء الشخصية وتدعيمها عند الطلبة.
ويضيف الكاتب يوسف غيشان أن المجاملة هي "تركيبة اجتماعية، وأيدلوجيا تخلف، والذي يجاملني كثيرا أخجل أن أصده"، ويرى في المتجمع الأردني بأنه "غير مجامل أبداً، وعلى العكس كشر جداً، ولدينا حوادث تحصل عكس العالم، منها مثلا عندما يخالف الشرطي سيارة يكون في الدول الغربية يضحك والسائق منزعج، بينما لدينا يكون الشرطي مكشر والمخالف يضحك ويسايره كي يؤثر عليه بالمجاملة".
"نورت الدنيا، وجهك ولا وجه القمر، حبيب روحي قمري (...)" وغيرها الكثير من الكلمات علقت في أذهاننا، حيث أننا في حال سماعنا لها نقول بدأ النفاق، لكن وبالمقابل هناك من يجد في هذه الكلمات "مداعبة وتحببا وتقربا من الآخرين" وعدم إغضاب من حوله، طالما أنه حريص على مشاعر الآخرين
هذا ما قراتة واحبيت ان انقلة لكن ولكن ايجب ان نكون صرحاء دائما
اعتقد انة يجب ان بتصف الانسان بلسان جميل يجامل من يسالة عن راية فى اى شىء
مع حبى لمنتدانا ولكم
ندى نادر
وإذا زاد الكلام الجميل المعسول عن حده فهو نفاق، وهنا تدخل في مشكلات عديدة، والسمعة ستكون أنك منافق ولا يمكن الاعتداد برأيك.
هل أنت مجامل! وهل العرب أكثر الشعوب مجاملة، وتحديدا للموضوع هل الأردنيون يجاملون؟
لكن، إذا أنت تجامل..فمعناه أنك تلاطف من حولك؛ تحببا ومودة، وهناك من يعمد على المبالغة والتي تصل في أحيان كثيرة إلى نفاق و"الضحك على اللحى".
في غالب الأحيان يلاطف علي الكريَم ابن التاسعة والعشرين عاما أصدقاءه وأقرباءه عبر سلامات وكلمات تبجيل تصل إلى حد أصبح فيه معروفا بـ"حلاوة لسانه"، وهو بطبيعته كثير الكلام على حد وصفه، "لا يمكن أن أرى شخصا إلا وأقول له أهلا بالجميل الحلو الرائع، نورت المكان".
علي يعلم سلفا أن هناك أناس لا يستلطفون الكلام الجميل، أو لا يعتبرونه عن حسن نية، وتحديدا عند "النساء؛ نعم النساء فهناك الكثيرات في عملي بالنوفوتيه يعتبرونني أتغزل بهن، والرد إما الكلام الجارح أو الملاطفة المتبادلة، ولكن ليست عن حسن نية"، فطبيعة عمل علي تتطلب منه الكلام اللطيف.
الإنسان الطبيعي يحب المجاملة
وبرأي أساتذة الاجتماع فإن الإنسان بطبعه يحب الكلام الجميل، ويقول مجد الدين خمش، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية، "الإنسان بطبيعته يحب المجاملة؛ وذلك حتى يتقرب من الشخص الذي يجامله، وفي ذات الوقت حتى يرضي هذا الشخص".
هناك اهتماما بلغة الحوار مع الآخر، وهي ثقافة لدى العرب خصوصا، وفيها يركز المتحدث على الجمل والكلمات التي فيها مديح، وكل ذلك لأجل "الدعم العاطفي"، كما يقول خمش.
المجاملة هي تقليد مجتمعي، وخصوصا عند الشباب وفي الحياة العامة في الباص والمحل والعيادة، فمن وراء كل مجاملة هدف ما، كما يشير دكتور علم النفس كرابيد زيدان، "لا توجد مجاملة مجانية".
"في عملي اليومي، يأتيني مراجعين يقولون لي جئنا إليك لأن أناس قالوا عنك أنك ممتاز وإلى غير ذلك من الكلام الجميل، والمراد من ذلك إما المعالجة مجانا أو أهداف أخرى".
لا يوجد مجاملة دون هدف
ويتفق الدكتور خمش مع الدكتور زيدان في ضرورة وجود هدف وراء المجاملة، ويضيف "إما للتقرب من الشخص أو لمنفعة معينة، وإما لمجرد حرارة اللقاء، وهي تضفي الدفء في العلاقة بين الأشخاص".
المجاملة هي كذبة وإن كانت محببة ومطلوبة، وهي أكذوبة تبدأ من صاحبها وتنتهي عند المتلقي، وبرأي العديدين فإن المجامل (نائب الكذاب) وهي إشارة إلى أن المجاملة إن تجاوزت الحد فهي كذبة كبيرة وتقع عندها المشاكل.
في اللغة هي من جَمل أي لاطف الآخر؛ في أدب الكلام والمعاشرة، أما النفاق فهي إظهار عكس ما يبطن المرء بداخله.
والنفاق قد تُعرف من الكلمة الأولى عند السامع، كما يلفت د. كرابيد زيدان "وهناك كلمات ترتبط بفكر أي شخص بحيث تُعرف أنها نفاق مثل: نورت الدنيا، وجهك ولا وجه القمر واستخدامها بكثرة، وهذا ما نشاهده يوميا وخصوصا في المؤسسات الرسمية أو الأعمال التي تعتمد على الكلام".
لا يستطيع الإنسان إلا أن يجامل
اجتماعيا، المجاملة مفيدة وليست سلبية، لأنها كما يوضح د. مجد الدين: "تقَرب بين الناس، وتدعم الذات، وبالتالي يشعر المستمع للمجاملة بالراحة والسرور".
الكاتب يوسف غيشان لا يجامل عادة، لكن "أجامل بالحد الذي لا يهين الشخص الآخر"، معلقا "المجاملة في العادة تأخذ ثلثي الحديث. لا اقدر أن أجامل كما الآخرين، ومع ذلك لا يستطيع الإنسان إلا أن يجامل".
لا يتعلم الشخص المجاملة من حياته بقدر ما يأتي بها من البيت، ويقول حولها د. كرابيد "تبدأ من البيت، عبر تعلم الطباع من الأب والأم والشقيق، ومن خلال ما يشاهده الأطفال من الزوار الذين يرحب بهم إلى درجة لا تطاق، فكل هذا يربي الطباع في أذهانهم".
متى تصبح المجاملة نفاق!
يجيب د. مجد الدين "المجاملة المعتدلة هي مقبولة، وإذا زادت قليلا تصبح نوعا من المبالغة، وهنا تصبح ردة فعل عكسية، وبالتالي ينفر الشخص من الذي يجامل".
أما د. كرابيد فيقول "المجاملة تؤدي إلى نفور من حول المجامل، وهي حاصل للنفاق".
ويضيف "العشيرة والعائلة لهما علاقة بالمجاملة، نحن نتحمس ونساعد ونتلفظ الكلام المعسول مع أقربائنا وأبناء عشيرتنا".
مقابل ذلك، "نتعامل مع الأغراب بخشونة، عكس التعامل مع العائلة والمعارف" كما يلفت د. مجد الدين.
"المجاملة تعتمد على نوع العلاقة بين الموظف والمدير في العمل مثلا، وهنا تكون درجة من احترام السلطة والطاعة، وبنفس الوقت هناك أدب وتهذيب، وهي تدخل في باب المجاملة، أم مع الزملاء في العمل فهناك مجاملات من نوع مختلف، مزحة خفيفة مديح إلى غير ذلك، وإشادة ببعض المسالك، أما في مجال الأسرة فهي أيضا موجودة بين الزوج والزوجة وتقرب فيما بينهما وتضفي دفء على العلاقة، كذلك مشروعة بين الأب وابنه وذلك لدعمه عاطفيا".
بشير 56 عاما مقتنع بأهمية المجاملة، بل ويعتبرها أمر ضروري ويقول مبررا ذلك "لأن الِكشر لا يجامل الناس، ويصبح منبوذا وغير مستحب لأن المجاملة مطلبا وليست منفرة، ومن هنا فإن المجاملة أعتبرها من الضروريات في مجتمعنا الحالي".
ويؤكد د. مجد الدين ما قاله بشير: "الكلام الجميل دوما فيه المجاملة الخفيفة، وهو مطلوب ضمن إطار التهذيب والدماثة وهنا تكون مقبولة ومحببة كثيرا".
المجاملة تؤسس المشاكل
ورغم أهمية المجاملة بين الناس كما يعبر بشير، فإن السيدة إيمان 47 عاما تجد أنها أصبحت تسبب لها الكثير من المشكلات، لأن الرأي الجميل لا يعكس ما هو مبطن من الداخل والمجاملة هكذا، ومعنى ذلك "يضحك أمامي ويتحدث عني من وراء ظهري".
الكاتب بسام القاضي يقول "هي نوع من الكذب الذي يسمونه "المجاملة" هو ملح الحياة، كأن الحياة ليست سوى طبخة ما! مع ذلك كيف سيكون طعمها لو صارت كلها ملحاً؟!".
ويضيف: "إن المجاملة هي النوع الأشهر من أنواع الكذب الذي يسمونه الأبيض لأنه لا يسبب ضرراً، ولكنها عندما تتجاوز الحدود تصبح نفاقاً. والنفاق كذب أكثر سواداً وضرراً من الكذب نفسه".
أما سمر 30 عاما لا تجد الحرج في التعبير بصراحة عن ما يجول بداخلها أمام الشخص الذي معها، "أقول رأيي بصراحة دون حرج، فلا أستطيع أن أجامل، لكن هناك مواقف قد تطلب مني المجاملة، ومنها ليس مطلوب مني أن أقول للفتاة وأنا بالشارع أنك لا تلبسين جيدا، كذلك أجامل شقيقاتي، لكن ليس كثيراًًًً".
ضحك على اللَحى
المجاملة: هي ضحك على اللحى، تعرفها الفتاة جفرا 23 عاما، وتسمع المجاملات يوميا في حياتها وبين رفيقاتها في الجامعة وفي الحياة اليومية، وهذا ما يسبب لها الضيق، "لا أحتمل الكذب والنفاق".
"المجاملة والنفاق سيان بالنسبة لي، لا أعتقد أنهما يختلفان عن بعضهما، لأنهما يهدفان إلى تلبية أهداف أصحابها".
هل العرب أكثر الشعوب مجاملة ؟
يعلق د. مجد الدين "نحن نفرق بين المعارف والأقارب، وهناك معايير مختلفة في كلا الحالتين، فنحن مع المعارف والأقارب نكون دمثين ومجاملين ومتقبلين ولطيفين، ولكن مع الأغراب هناك خشونة وعدوانية مستترة، فالعرب بطبعهم يحبون الكلام الجميل لكن لا يوجد اختلافات بين الشعوب حول ذلك، لأن الإنسان بطبعه يحبه الكلام الجميل وهو لا يختلف عن جنسية وأخرى".
متحدثا عن دوره كأستاذ في الجامعة بدعم طلابه عبر كلام "إيجابي" لبناء الشخصية وتدعيمها عند الطلبة.
ويضيف الكاتب يوسف غيشان أن المجاملة هي "تركيبة اجتماعية، وأيدلوجيا تخلف، والذي يجاملني كثيرا أخجل أن أصده"، ويرى في المتجمع الأردني بأنه "غير مجامل أبداً، وعلى العكس كشر جداً، ولدينا حوادث تحصل عكس العالم، منها مثلا عندما يخالف الشرطي سيارة يكون في الدول الغربية يضحك والسائق منزعج، بينما لدينا يكون الشرطي مكشر والمخالف يضحك ويسايره كي يؤثر عليه بالمجاملة".
"نورت الدنيا، وجهك ولا وجه القمر، حبيب روحي قمري (...)" وغيرها الكثير من الكلمات علقت في أذهاننا، حيث أننا في حال سماعنا لها نقول بدأ النفاق، لكن وبالمقابل هناك من يجد في هذه الكلمات "مداعبة وتحببا وتقربا من الآخرين" وعدم إغضاب من حوله، طالما أنه حريص على مشاعر الآخرين
هذا ما قراتة واحبيت ان انقلة لكن ولكن ايجب ان نكون صرحاء دائما
اعتقد انة يجب ان بتصف الانسان بلسان جميل يجامل من يسالة عن راية فى اى شىء
مع حبى لمنتدانا ولكم
ندى نادر