بسم الله الرحمن الرحيم
أجر العاملين
قــرآن كـــــريم
من سورة آل عمران
1- دعوة إلى تقوى الله
قال تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. )
المعاني :
سارعوا : بادروا وأسرعوا وعكسها (ابطئوا) ، مغفرة : عفو وصفح ،جنة : حديقة والجمع جنات وجنان ، عرضها : سعتها واتساعها وعكسها (ضيقها) ،
السموات والأرض : ما بين السماء والأرض وجمع أرض : (أراضي وأراضون وأراضين) ، أعدت : جهزت وهيئت ، المتقين : الخائفين من عقاب الله ومفردها المتقي ومقابلها المتبجحون والعاصون.
الشرح :-
يحث الله سبحانه وتعالى عباده على أن يبادروا إلى فعل الخير والعمل الصالح لينالوا عفوه ومغفرته حتى يدخلوا جنته الواسعة التي أعدها الله لمن يتقونه ويخافون عذابه.
التذوق :
سارعوا : أسلوب أمر غرضه الحث والنصح والإرشاد ، وهذا التعبير أفضل من (أسرعوا) لأنه يحمل معنى المنافسة والمشاركة بين العباد على نيل جزاء هذا الفعل. وهنا إيجاز بالحذف للتشويق والإثارة تقديره (سارعوا إلى العمل الصالح).
مغفرة : نكرة للتعظيم وقد ربط السبب بالمسبب لتلطيف الأمر.
من ربكم : شبه الجملة فيها سمو لقيمة المغفرة لأنها من عند الله وإضافة (رب) إلى ضمير المخاطبين (كم) فيه تشريف لهؤلاء العباد. وهو تعبير يدل على رحمة الله بعباده.
جنة : نكرة للتعظيم ومفردة لتفردها وإنها لا مثيل لها.
عرضها السموات والأرض : استخدام كلمة (عرض) يدل على مدى اتساع الجنة وفيه يطمئن الناس على مكانهم في الجنة. وفيه تصوير لعرض الجنة بعرض السموات والأرض وبين السموات والأرض تضاد يفيد الشمول والعموم ويبرز مدى اتساع الجنة.
أعدت للمتقين : جاء الفعل ماضيا للدلالة على تحقق حدوث الفعل وثبوته وبني الفعل للمجهول للعلم بالفاعل وهو الله سبحانه وتعالى وهذا التعبير يطمئن الناس على أن النعيم جاهز ومعد لهم. واستخدام كلمة المتقين تفيد التخصيص أي أن الجنة مخصصة لهم وحدهم وفيها تكريم من الله لهم بأن خصهم وحدهم بدخول الجنة.
2- من صفات المتقين
قال تعالى : ( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. )
المعاني :
ينفقون : يبذلون ما يملكون ، وعكسها (يمسكون ويبخلون) ، السراء : اليسر والرخاء ، الضراء : العسر والشدة ، الكاظمين : الحابسين والممسكين على ما في أنفسهم والمفرد كاظم ولها جمع آخر (كظم) والمراد الصابرين على ما ينالهم من أذى ، الغيظ : شدة الغضب ، العافين : ًالمتسامحين والمفرد (العافي) ، فعلوا : ارتكبوا ، فاحشة : معصية وذنب كبير والجمع فواحش ، ظلموا أنفسهم : ارتكبوا ذنباً صغيرا ً،
ذكروا الله : تذكروا وعيده وجبروته ، استغفروا : تابوا وندموا ، يصروا : يستمروا ومقابلها يقلعوا ، ما فعلوا : المراد عصيانهم ، وهم يعلمون : المراد أنهم يعلمون أن ما فعلوه معصية.
الشرح :
هؤلاء المتقون يتصفون بالآتي : الكرم إذ هم ينفقون ما يملكونه إرضاء لله تعالى في جميع أحوالهم في الشدة والرخاء. الصبر على ما ينالهم من أذى فهم يكظمون الغيظ – التسامح مع المسيىء ليعلموه درسا في الخلق ، حسن العبادة لأنهم يؤدونها كاملة ويعبدون الله كأنهم يرونه فإن لم يكونوا يرونه فالله سبحانه وتعالى يراهم .. ذكر الله عن الوقوع في المعصية ، المبادرة بالتوبة وعدم الإصرار على تلك المعاصي أملاً في عفو الله.
التذوق :
الذين ينفقون : الآية تفصيل بعد إجمال لأنه يوضح صفات المتقين ، واستخدام المضارع يفيد التجدد والاستمرار وحذف المفعول لإفادة العموم والشمول.
في السراء والضراء : تضاد يفيد شمول حالات الإنفاق وعدم انقطاعه.
الكاظمين الغيظ : تعبير يدل على الحلم وضبط النفس وتمام السيطرة على النفس واستخدام اسم الفاعل (كاظم) يدل على ثبوت الصفة واستمرارها.
العافين عن الناس : تعبير يدل على التسامح مع من ظلمهم ، وكذلك استخدام اسم الفاعل (العافي) يدل على ثبوت الصفة واستمرارها. واستخدام كلمة (الناس) جمعا لإفادة العموم والشمول لجميع الناس وتلحظ بين الجملتين السابقتين (الكاظمين الغيظ – العافين عن الناس) جمالا صوتيا يسعد النفس والأذن.
والله يحب المحسنين : تعبير يرغب الناس ويحببهم في إتقان العمل والتحلي بهذه الصفات هو يدل على إتقان العمل.
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله : استخدام أداة الشرط (إذا) تفيد الثبوت والتحقق من ذكرهم الله وعظمته وجلاله. (فاحشة) نكرة للشمول والعموم وفيها تحقير لها وبيان لمدى قبح الذنب ، واستخدام حرف العطف (أو) يفيد التنويع وهو تعبير يوحي بصغر الذنب.
فاستغفروا لذنوبهم : تعبير يدل على سرعة الاستغفار وهي نتيجة طبيعية لقوله تعالى (ذكروا الله) كما أن العبارة فيها ترتيب جميل حيث ذكر الله يأتي أولا ثم الاستغفار يأتي ثانيا.
من يغفر الذنوب إلا الله : استفهام جميل يفيد النفي حيث نفى أن يكون هناك من يغفر الذنوب غير الله سبحانه وفيه أسلوب قصر يفيد التخصيص والتأكيد فقد قر غفران الذنوب على الله وحده.
ولم يصروا على ما فعلوه وهم يعلمون : تعبير يدل على شدة تصميمهم على عدم الوقوع في الذنب ما داموا يعلمون أنه معصية فهم مخلصون في التوبة ، وقد ضمت الآية ختاماً جميلا يبرز حالتهم. وتعدد العطف في الآيتين يدل على تعدد الصفات.
3- جزاء المتقين
قال تعالى : ( أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين. )
المعاني :
جزاؤهم : مكافأتهم وثوابهم وعكسها عقابهم ، خالدين : دائمين وباقين وعكسها (فنيين – منتهين – ميتين) ، نعم : فعل ماضي يفيد المدح بمعنى حسن وطاب والعكس (بئس) ، أجر : ثواب والجمع أجور ، العاملين : المقصود المطيعين.
الشرح :
وهؤلاء المتقون جزاؤهم يدخلهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار ينعمون فيها برغد العيش خالدين فيها لا يبرحونها وأنه لنعم الأجر وخير الثواب.
التذوق :
أولئك : اسم إشارة للبعيد فيه تعظيم لهم وإعلاء لقدرهم ومكانتهم.
مغفرة : نكرة للتعظيم والتهويل (من ربهم) زادت من عظمة المغفرة.
جنات : نكرة للتعظيم وجمعا لبيان الاتساع والعموم.
تجري من تحتها الأنهار : تعبير يوحي برغد العيش ويدل على جمال الجنة ونضرتها.
خالدين فيها : تعبير يدل على الدوام والاستمرار.
نعم أجر العاملين : أسلوب مدح يغري الناس بتقوى الله حيث جعل الثواب حق مستحق الأداء رغم أنه منحة من الله.
تدريـــــــب
س 1 : قال تعالى : " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. "
أ- هات مرادف " سارعوا " ومضاد " المتقين " وجمع التكسير لـ " جنة "
ب- عين الأمر في الآية الكريمة ، وما الغاية منه ؟
ج- من المأمور في هذه الآية ؟ وما السبيل إلى نيل مغفرة الله ؟
د- لماذا جاءت " جنة " نكرة ؟ وما الصفة التي وصفت بها ؟
هـ- ما قيمة وصف " مغفرة " بأنها من ربكم ؟
و- " أعدت للمتقين " لماذا بني الفعل للمجهول ؟ وما قيمة المجيء به ماضيا ؟
ز- كيف أغرى الله سبحانه وتعالى الناس بفعل الخير ؟
س 2 : قال تعالى : " الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. "
أ- هات مفرد " الذين " ومرادف " ينفقون " ومضاد " يحب "
ب- من المقصودون بالاسم الموصول " الذين " في أول الآية ؟ وما الصفات التي وصفهم الله سبحانه وتعالى بها ؟
ج- كيف يكظم الإنسان غيظه ؟ ولماذا يعد هذا الأمر فضلا ومكرمة ؟
د- ما معنى " العفو عن الناس " ؟ ومتى يستحب ؟
هـ-ما المقصود بالسراء والضراء ؟ وما الغاية من ذكرها بعد قوله تعالى "ينفقون"؟
س 3 : قال تعالى : " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. "
أ- هات جمع " فاحشة " ومفرد " الذنوب " ومقابل " ظلموا " .
ب- ما مظاهر تقوى الله في الآية ؟
ج- الآية الكريمة شملت مراحل التوبة. وضحها
د- " ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " ما قيمة العطف بالفاء هنا ؟
هـ- " من يغفر الذنوب إلا الله " وضح الجمال في هذا التعبير.
س 4 : قال تعالى : " أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين. "
أ- هات مقابل " خالدين " وجمع " أجر " ومرادف " نعم ".
ب- من المشار إليهم " أولئك " في أول الآية الكريمة ؟
ج- ما قيمة ذكر " جنات " نكرة وجمع ؟
د- ما مظاهر تكريم الله لهؤلاء القوم ؟
هـ- بم يوحي قوله تعالى " تجري من تحتها الأنهار – نعم أجر العاملين " ؟
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
تجارب الحياة
لأبي الطيب المتنبي
التعريف بالشاعر :
هو أبو الطيب أحمد بن الحسين ولد سنة 303 هـ ، وعاش نشأته الأولى في الكوفة وتنقل بين عواصم الدول العربية ومات مقتولا سنة 354 هـ ، ولعله لقب بالمتنبي لادعائه النبوة على أكثر ما تقوله الروايات وهو ينتمي إلى العصر العباسي.
1- غدر الزمان بالإنسان قديم
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وعناهم في شأنه ما عنانا
وتولوا بغصـة كلــهم منه وإن سر بعضـهم أحيانا
ربما تحسن الصنيع ليالـيه ولكن تكدر الإحســانا
المعاني :
صحب : زامل ورافق , ذا : اسم إشارة بمعنى هذا ، الزمان : الوقت أو المدة والجمع (أزمنة – أزمن) ، عناهم : أتعبهم وأهمهم ، شأنه : أمره وحاله والجمع (شئون) ، تولوا : رحلوا وذهبوا والمراد ماتوا وفارقوا الحياة ، غصة : كل ما يقف في الحلق من طعام أو شراب والمراد المرارة والأسى والجمع (غصص) ، سر : أسعد وعكسها (أحزن) ، أحياناً : أوقات قصيرة والمفرد (حين) وجمعها (أحايين) ، ربما : أصلها رب وهي حرف جر يفيد التقليل أو التكثير و(ما) التي كفتها عن الجر وهي هنا تفيد التقليل ، الصنيع : المعروف وكل فعل خير والجمع (صنائع) ، تكدر : تسيء وتفسد وتعكر.
الشرح :
إننا نعاني في حياتنا من الزمان مثلما عانى منه من سبقونا في حياتهم فقد شغلتنا أموره وأحواله كما شغلتهم وأتعبنا بتقلباته مثلما أتعبهم.
أولئك السابقون الذين فارقوا الحياة تملؤهم المرارة والأسى لكثرة ما أصابهم من مصائب الزمان وأوجاعه وإن كان بعضهم قد سعد لبعض الوقت.
هذا هو طبع الزمان قليلا ما يتلطف بالعباد ويفيض عليهم بخيره ولكنه سرعان ما يكشر لهم عن أنيابه وينقلب عليهم ويبدل معروفه معهم إساءة.
التذوق :
صحب الناس .. ذا الزمانا : صور الزمان بإنسان يعايش الناس ، وهذا التصوير يدل على عدم مقدرة الناس على الانفصال عن الزمان ، واستخدام اسم الإشارة (ذا) يدل على أنها إشارة عامة لكل زمان كما أنه يفيد أن الزمان واحد قديما وحديثا ، وقد أتى بـ (الزمان) معرفة لإفادة الشمول والعموم وثبوت حالة الزمان.
عناهم في شأنه ما عنانا : تصوير ما أصاب السابقين بما أصابنا واستخدام الاسم الموصول (ما) يفيد التهويل وكثرة وتنوع متاعب الزمان ، واستخدام (في) بدل (من) يدل على الشمول.
تولوا بغصة منه : تصوير ما يصيب الناس من إساءة بالغصة وهو تصوير يوحي بالمرارة والأسى ، وجاءت (غصة) نكرة للتهويل والعموم والشمول.
كلهم : توكيد معنوي يؤكد أن أحدا منهم لم يسلم من هذه الغصة.
سر بعضهم:صور الزمان بإنسان يدخل السرور واستخدام (بعضهم) يدل على قلة السعداء.
أحيانا : تدل على قلة وقت السعادة واستخدام (إن) تفيد الشك.
والتضاد بين (كلهم وبعضهم) و (غصة وسر) يبرز المعنى.
ربما تحسن الصنيع لياليه : صور الليالي بإنسان قادر على العمل والإحسان ، وكلمة (ربما) تفيد القلة ، وكلمة (لياليه) توحي بالظلمة والهموم وهي جمع يفيد الكثرة.
لكن تكدر الإحسان : استخدام (لكن) تفيد الاستدراك وهي تدل على أن الصنيع لا يدوم فسرعان ما يتحول وينقطع وفيه تصوير الليالي بإنسان شرير له القدرة على الإساءة ويصور الإحسان بالماء الذي يتعكر وكلمة (تكدر) توحي بشدة الألم ، (تحسن – تكدر) بينهما تضاد يظهر التحول من حسن الصنيع إلى الإساءة ويؤكد هذه الحقيقة.
2- الإنسان يعادي نفسه بلا مبرر
وكأنا لم يرض فينا بريب الدهر حتى أعـانه من أعــانا
كلما أنبـت الزمان قــــناة ركب المرء في القناة سنانا
المعاني :
ريب : مصائب والجمع (ريب) ، الدهر : الزمان والجمع (أدهر ودهور) ، يرض : يقبل ويوافق ، أعانه : ساعده وعاونه ، قناة : كل عصاه مستوية أو معوجة والمقصود هنا قصبة الرمح والجمع (قنوات – قنى – قنا) ، المرء : الرجل أو الإنسان ، سنانا : نصل الرمح والجمع أسنة.
الشرح :
وكأننا نحن البشر لم نكتف بمصائب الزمان حتى أن البعض منا أخذ يساعده على إلحاق المزيد من المصائب بإخوانه من بني البشر.
والدليل على ذلك أن الزمان كلما فتح للإنسان طريقا للخير إذا بالإنسان يسيء استغلاله ويحوله إلى أداة للشر والدمار.
التذوق :
ريب الدهر : تعبير يدل على وحشية الزمان وقسوته وكثرة مآسيه .
حتى أعانه من أعانا : (حتى) تفيد الغاية أو الهدف ، وهو يصور الزمان بإنسان يحتاج إلى من يعينه على الكيد للناس والنيل منهم ، واستخدام الاسم الموصول (من) يفيد العموم والشمول وكثرة من عاون الزمان وهو يبرز كراهية الشاعر للناس الذين يعاونون الزمان على الشر ، ونلحظ الموسيقى الناتجة من تكرار الفعل (أعان) وما تحدثه من جمال صوتي.
كلما أنبت الزمان قناة : يصور الزمان بزارع يغرس ويصور القناة بنبت وهذا إيحاء بكثرة صنائع الزمان المفيدة للإنسان. واستخدام (كلما) تفيد الاستمرار والتكرار والكثرة.
ركب المرء في القناة سنانا : تعبير يدل على سوء الاستخدام وجشع الإنسان وتحويله الخير إلى شر ، وقد جمع الشاعر بين (قناة–سنان) ليوحي بسهولة الحصول على السلاح وسيلة الحرب ونلحظ أن البيت الثاني يعتبر دليلا على البيت الأول قبله ويؤكد مفهومه
3- الموت في كرامة أفضل من العيش في جبن
ومراد النفوس أصغر من أن نتعادى فيه وأن نتــفانى
غير أن الفتى يلاقي المنـايا كالحات و لا يلاقي الهوانا
ولو أن الحــياة تبقى لحي لعددنا أضلــنا الشجعانا
وإذا لم يكن من المـوت بد فمن العجز أن تكون جبانا
المعاني :
مراد : مطالب وآمال ، النفوس : المراد البشر والناس ، أصغر : أقل ،
نتعادى : يعادي بعضنا بعضا ، نتفانى : يفني بعضنا بعضا ، الفتي : الشاب الشجاع والجمع (فتية – فتيان) ، يلاقي : يواجه ويقابل ، المنايا : الموت والهلاك والمفرد (منية) ، كالحات : عابسات والعكس مبتسمات ، الهوان : الذل والعكس العزة ،
حي : إنسان على قيد الحياة والجمع أحياء ، عددنا : حسبنا ، أضلنا : أكثرنا ضلالا وبعدا عن الصواب والعكس أهدانا وأرشدنا ، بد : مفر ومهرب والجمع بدده ،
العجز : الضعف وعكسها القدرة والاستطاعة.
الشرح:
إن مطالب الناس أتفه من أن يتقاتلوا في سبيل تحقيقها ولا تستحق أن يفني الناس بعضهم بعضا من أجل مكاسب شخصية زائلة.
غير أن الإنسان الحر يفضل أن يواجه الموت في عزة وكرامة على أن يعيش ذليلاً.
ولو كانت الحياة خالدة لكان أحمق الناس في الدنيا هو الشجاع الذي يضحي بنفسه لأنه يعرضها للموت.
وما دام الموت هو نهاية كل حي فعلى الإنسان أن يعيش عزيزا ويموت كريما وألا يقبل حياة الجبناء.
التذوق:
البيت الأول : يدل على تفاهة الحياة ، واستخدام المضارع فيه يفيد التجدد والاستمرار (نتعادى – نتفانى) ، الفعل الثاني نتيجة للأول وهو ترتيب منطقي لأن العداء يأتي أولا ثم يأتي بعد ذلك الفناء ، وهناك تجانس لفظي بين الفعلين يعطي تناغما موسيقيا جميلا.
الفتي يلاقي المنايا كالحات : صور المنايا بوحوش مفترسة وهو تصوير يوحي بالشجاعة. واستخدام كلمة (فتي) توحي بالقوة والشجاعة.
لا يلاقي الهوانا : صور الهوان عدوا نكره لقاءه وهو يوحي بالعزة والكرامة ( يلاقي – لا يلاقي) تضاد يؤكد أن الذل أقسى من الموت.
لو أن الحياة تبقى لحي: تعبير يوحي بعدم بقاء الحياة لأن أداة الشرط (لو) نفت جواب الشرط لانتفاء فعل الشرط. وجاءت كلمة (حي) نكرة للعموم والشمول.
أضلنا الشجعانا : استخدام اسم التفضيل (أضل) يدل على الإغراق في الضلال ، والتعبير يدل على أن الشجاعة تمثل قمة الضلال وهو مفهوم خاطئ ولا ينبع إلا من نفس مريضة.
إذا : تفيد التثبت والتحقق من أنه لا مهرب لمخلوق من الموت.
من العجز أن تكون جبانا : تعبير يجعل الجبن صورة من صور العجز الإنساني. والبيت الأخير يأتي على سبيل الحكمة.
تدريــب
س 1 : صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وعناهم في شأنه ما عنانا
وتولوا بغصــة كلهم منه وإن سـر بعضهم أحيانا
ربما تحسن الصنيع ليالـيه ولكن تكدر الإحســانا
أ- هات مرادف " صحب – عناهم " وجمع " غصة – شأن " ومقابل " الإحسان "
ب- وضح كيف أن الناس سواء أمام الزمن ؟
ج- ما قيمة استخدام اسم الإشارة " ذا " ؟
د- ما المراد " بالغصة " وما قيمة " كلهم " ؟
هـ- " لكن تكدر الإحسان – فتكدر الإحسان – ثم تكدر الإحسان " أيهم أفضل في نظرك بالنسبة للبيت الثالث ؟ ولماذا ؟
س 2 : وكأنا لم يرض فيـنا بريب الدهر حتى أعانه من أعانا
كلـما أنبت الزمـان قنـاة ركب المرء بالقناة سـنانا
ومراد النفوس أصغر من أن نتـعادى فـيه وأن نتفانى
أ- هات مرادف " ريب الدهر " وجمع " قناة " ومقابل " أصغر ".
ب- ما المقصود بـ " ريب الدهر " وفيم يتمثل ؟
ج- ما الدعوة التي يدعو إليها الشاعر في البيت الثالث ؟
د- ما سر جمال هذا التعبير " أنبت الزمان قناة " ؟
هـ- ما قيمة الجمع بين " القناة – السنان " في البيت الثاني ؟
س 3 : غير أن الفتي يلاقي المنايا كالحات ولا يلاقي الهوانا
ولو أن الحـياة تبقى لحي لعددنا أضلنا الشجــعانا
وإذا لم يكن من المـوت بد فمن العجز أن تكون جبانا
أ- هات جمع " الفتي " ومفرد " المنايا " ومرادف " يلاقي " ومضاد " العجز ".
ب- ما المبدأ الذي يدعوا إليه الشاعر في الأبيات ؟
ج- من الذي يعد الشجاع أضل الناس ؟ وما حجتهم في ذلك ؟
د- ما الحكمة من استخدام " لو " في البيت الثاني و " إذا " في البيت الثالث ؟
هـ- " الفتي يلاقي المنايا كالحات " ما الجمال في هذا التعبير ؟
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
صــــلة الــرحم
حديث شريف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لن تؤمنوا حتى تراحموا، قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم. قال: إنه ليس رحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة ).
رواه الطبراني عن أبي موسى الأشعري.
المعاني:
لن تؤمنوا : لن يتم إيمانكم ولن يصدق ، حتى : حرف نصب يفيد الغاية ،
تراحموا : يرحم بعضكم بعضا ، كلنا : جميعنا ، رحيم : كثير الرحمة والشفقة والجمع (رحماء) ، جمع (صاحب) : (أصحاب – صحاب – صحب) ، رحمة العامة : الرحمة بين سائر الأحباء وجمع رحمة : رحمات ومقابل العامة الخاصة.
الشرح :
يتوجه الرسول بكلامه إلى الجالسين معه ولكل المؤمنين فيقول لهم لن تنالوا الإيمان الكامل حتى يرحم بعضكم بعضا. فقال من حوله يا رسول الله كلنا رحيم في معاملاته مع الأهل والأقارب والأصحاب. وهنا يصحح لهم الرسول الكريم حقيقة مفهوم الرحمة فيقول لهم: ليس المقصود بالرحمة مجرد رحمة أحدكم لصاحبه أو قريبه بل المقصود بالرحمة : الرحمة العامة التي تشمل جميع الأحباء على الأرض.
التذوق :
لن تؤمنوا حتى تراحموا :استخدم النص بـ( لن ) يؤكد على النفي في المستقبل أي أن تمام الإيمان سيظل مشروطا بتحقق الرحمة إلى أن تقوم الساعة. واستخدام المضارع يفيد التجدد والاستمرار واستخدام واو الجماعة يفيد العموم والشمول.
واستخدام ( حتى ) تفيد الغاية. والتعبير كله يدل على الرحمة شرط من شروط الإيمان.
يا رسول الله : نداء للتعظيم واستخدام أداة النداء للبعيد تدل على علو منزلة الرسول عند الصحابة. وإضافة ( رسول ) إلى لفظ الجلالة ( الله ) فيها تشريف لرسول الله وتكريم له.
كلنا : تعبير يفيد الشمول والعموم لجميع الناس.
رحيم : صيغة مبالغة تدل على كثرة الرحمة.
إنه ليس : أسلوب مؤكد بـ ( أن ) وهي تنفي أن تكون الرحمة الخاصة هي المفهوم الصحيح للرحمة.
لكنها رحمة العامة : استدراك يمنع الخطأ في الفهم . فقد صحح فهمهم الأول وزاد عليه المفهوم الجديد.
ونلحظ الأسلوب الجميل في الحديث الشريف الذي تنوع بين الخبر والإنشاء مما أكسب الحوار حيوية وإثارة للانتباه. وكذلك الاعتماد الكامل على أسلوب الحوار وهو الأسلوب الذي تنادي به الدراسات التربوية الحديثة والتي تثير الانتباه دائما.
ما يرشد إليه الحديث
الحوار بين الجماعات سبيلهم المضمون للوصول إلى الحقائق.
على رئيس الدولة وقائد الجماعة استطلاع أفكار من حوله ضمانا لسلامة القرار.
يقاس إيمان الإنسان على مقدار من تعمهم رحمته.
الرحمة العامة لا تتأثر بلون أو عرق أو جنس.
تدريــب
س 1 : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن تؤمنوا حتى تراحموا ، قالوا : يا رسول الله كلنا رحيم ، قال : أنه ليس رحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة. "
أ- هات مرادف " تراحموا " وجمع " رحيم " ومقابل " العامة " .
ب- من راوي هذا الحديث ؟ ومن الذين يخاطبهم في هذا الحديث ؟
ج- " لن تؤمنوا – لم تؤمنوا " ما الفرق بين التعبيرين ؟
د- ورد في الحديث " قالوا .... وقال .... " ما الفائدة المحققة من تبادل القول بين الرسول وصحابته على هذا النحو ؟
هـ- ما قيمة ما يأتي " حتى – يا رسول الله – كلنا رحيم – لكنها " ؟
و- هناك مفهومان للرحمة وضحهما وبين أيهما أفضل ؟
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
بـــــــلادي
لمصطفى صادق الرافعي
التعريف بالشاعر:
مصطفى صادق الرافعي أديب وشاعر من أصل شامي ولد سنة 1880 وقد أصيب بمرض قضي على سمعه وأحدث في صوته ثقلا. ولكن عوض تعليمه عن طريق مكتبة والده. وهو يتناول في أبياته حبه لبلاده معترفا بفضلها داعيا الشباب إلى العمل على رفعتها.
(1) حب الإنسان وطنه يملأ كل كيانه
بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدها قلبي ويدعـو لها فمي
ولا خير فيمن لا يحـــب بلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم
المعاني :
هواها : حبها والجمع أهواء ، يمجدها : يعظمها والعكس يحقرها، فمي : المراد لساني والجمع أفمام ، يدعو : يرجو لها الخير ، لا خير : لا فائدة ترجى ، حليف : صاحب ومعاون الجمع ( حلفاء وأحلاف ) ، حليف الحب : المحب بشدة ، يتيم : ينشغل بالحب ويشتاق إلى من يحبه.
الشرح :
إن حب بلادي يملأ علي كياني ويسيطر على كل وجداني وينساب مع الدم في عروقي ينبض به قلبي فينطق لساني بفضلها وأدعو لها بالسلامة.
وكل من لا يحب بلاده إنسان عاق لا خير فيه لأنه يجحد فضلها عليه.
التذوق :
عاطفة الشاعر تسيطر عليه حب بلاده حيث ينبض قلبه بحب بلاده الذي سيطر على كل كيانه ويبرز فضلها عليه.
بلادي : إضافة ( بلاد ) إلى ( الياء ) تبرز مدى ارتباط الشاعر ببلاده وحبه الشديد لها .
هواها في لساني وفي دمي : تعبير يدل على تأصل الحب وامتلاكه كل كيانه ويدل على تعلقه بوطنه ، وهو يصور الحب بشيء مادي يجري في الدم . وبين ( لساني ودمي ) تضاد في المعنى يبرز تعلقه ببلاده حيث أبرز الحب المعلن عن طريق اللسان والحب المكتوم في القلب.
يمجدها قلبي ويدعو لها فمي : تصوير للقلب بإنسان يمجد والشطرة الثانية تفسير وتوضيح للشطرة الأولى واستخدام المضارع يفيد التجدد والاستمرار. وقد ذكر الفم ولم يذكر اللسان ليدل على كثرة الدعاء. وبين ( فمي ودمي ) تصريع يعطي نغمة موسيقية ويثير الذهن.
لا خير فيمن لا يحب بلاده : تعبير يدل على أن من لا يحب بلاده جاحد لا خير فيه.
حليف الحب : تصوير للحب بإنسان يتحالف مع غيره من الناس والتصوير يوحي بالارتباط والتلازم. ( لا يحب – حليف الحب ) تضاد يبرز المعنى ويوضحه.
إن لم يتيم : جعل التضحية شرطا من شروط الحب.
(2) من ينكر فضل وطنه عليه ليس بإنسان
ومن تؤوه دار فيجـحد فضـلها يكن حيوانا فوقه كل أعجم
ألم تر أن الطير إن جاء عشـه فآواه في أكنـــافه يترنم
ومن يظلم الأوطان أو ينس حقها تجئه فنون الحادثات بأظلم
المعاني :
تؤوه : تضمه إليها والعكس ترفضه وتزجره ، دار : بيت والمقصود هنا الوطن والجمع (دور – ديار) ، يجحد : ينكر والعكس يعترف ويحب ، فضلها : خيرها والجمع فضول وأفضال ، أعجم : الذي لا يتكلم والجمع ( أعاجم – عجم ) ، ألم تر : أعلم ،
أكنافه : جوانبه والمفرد ( كنف ) ، يترنم : يغني ويمرح والعكس يصيح ويبكي ،
فنون:أنواع والمفرد فن ،الحادثات:المصائب والمحن والمفرد حادثة، أظلم : أكثر ظلما.
الشرح :
من يعيش في وطن يأويه ثم ينكر فضله هو أقل مرتبة من الحيوان.
وذلك لأن الطير تعترف بفضل أعشاشها عليها حين تعود إليها فتشعر بالأمان فتغني سعيدة اعترافا بهذا الفضل.
وكل من يظلم وطنه بعدم الولاء له أو ينسى حقه عليه فإن الأيام تتنكر له وتبتليه بأبشع أنواع المصائب جزاء تنكره لوطنه.
التذوق :
من تؤوه دار .... يكن حيوانا ... : أسلوب شرط يوضح حقارة وجرم من يجحد فضل الوطن. والشطرة الثانية نتيجة للشطرة الأولى. وفيها تصوير للوطن بأم تضم أبناءها والفعل يوحي بالأمان. وأتى بـ (دار) نكرة للعموم والشمول. وفيها تصوير لمن ينكر فضل الوطن بالحيوان لحقارته.
يجحد فضلها : تعبير يدل على نكران الجميل وسوء الطبع.
فوقه كل أعجم : تعبير يؤكد على حقارة الإنسان الذي ينكر فضل الوطن وعدم قيمته.
ألم تر : أسلوب استفهام غرضه التقرير يوحي بارتياح الطير في وطنه.
آواه : تعبير يوحي بحسن الرعاية
أكنافه : جاء بها جمعا ليدل على مشاركة جميع جوانب العش في إسعاد الطير.
يترنم : توحي بالبهجة والسعادة ، والبيت الثاني يأتي دليلا على صدق ما جاء في البيت الأول.
يظلم الأوطان : تصوير الأوطان كائنات حية يظلمها بعض أبنائها ، ( أو ) حرف عطف يفيد التنويع.
تجئه فنون الحادثات : تصوير المصاعب بإنسان يتحرك ، وأتى (بفنون) جمعا لبيان كثرتها وتنوعها.
أظلم : اسم تفضيل يوحي ببشاعة ما يصيبه من أنواع المصائب ، والشطرة الثانية نتيجة الشطرة الأولى وهي تبرز أن الجزاء من جنس العمل.
(3) الأوطان تنهض برجالها
وما يرفع الأوطان إلا رجالها وهل يترقى الناس إلا بسلم
ومن يتقلب في النعيم شقي به إذا كان من أخاه غير منعم
المعاني :
يترقى : يصعد ويرتفع والعكس يهبط ويتدنى ، سلم : ما يرتقي عليه والجمع سلالم وسلاليم ، يتقلب : يحيط به ، النعيم : السعادة والجمع نعماء ، شقي : لم يسعد ،
أخاه : صاحبه.
الشرح :
الأوطان لا ترتفع إلا على أكتاف أبنائها المخلصين وذلك لأنه الرفعة والشرف لا ينالان إلا بالبذل والعطاء والجهد والعرق.
ولا قيمة لنعيم يسعد فيه إنسان ما لم يسعد به الآخرين لأنه سيعيش منبوذا.
التذوق :
ما يرفع الأوطان إلا رجالها : أسلوب قصر أداته النفي والاستثناء وهو يؤكد رفعة الوطن بفضل أبنائه المخلصين. وأتى برجالها دون نسائها للغلبة.
هل يترقى الناس إلا بسلم : أسلوب استفهام غرضه النفي وهنا تصوير جميل حيث صور حاجة الأوطان إلى جهد أبنائها بحاجة من يريد الصعود والرفعة إلى سلم.
يتقلب في النعيم : تعبير يدل على كثرة ألوان النعيم وفيه تصوير للنعيم بشيء مادي يتقلب فيه الإنسان (النعيم – شقى به) بينهما تضاد ويؤكد ضرورة أن يعم النعيم كل الناس ، والشطرة الثانية تعليل للشطرة الأولى.
تــدريـــــــب
س 1 : بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدها قلبي ويدعـو لها فمي
لا خير فيمن لا يحـــب بلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم
أ- هات مرادف " يمجدها " ومضاد " خير " وجمع " حليف " .
ب- " بلادي " ما قيمة الإضافة إلى ياء المتكلم ؟
ج- في البيت الأول ما علاقة الشطرة الثانية بالأولى ؟
د- من الذي يلومه الشاعر في البيت الثاني ؟ وما شروط الحب كما يراها الشاعر ؟
هـ- " يمجدها قلبي " ما الجمال في هذا التعبير ؟
س 2 : ومن تؤوه دار فيجـحد فضلـها يكن حيوانا فوقه كل أعجــم
ألم تر أن الطير إن جاء عشـه فآواه في أكــنافه يترنــم
ومن يظلم الأوطان أو ينس حقها تجئه فنون الحـادثات بأظلـم
أ- هات مرادف " يجحد " ومفرد " أكناف " وجمع " أعجم "
ب- ما مظاهر جحود فضل الوطن؟ وما الصورة التي رسمها لمن يجحد فضل الوطن؟
ج- ما حق الوطن على أبنائه ؟ وما جزاء من ينسى هذا الحق ؟
د- ما قيمة الاستفهام في البيت الثالث ؟
هـ- " دار " ما قيمتها نكرة ؟ وماذا أفاد التعبير بـ " فوقه كل أعجم " ؟
و- " يجئه فنون الحادثات بأظلم " وضح الجمال في هذا التعبير ؟
س 3 : وما يرفع الأوطان إلا رجـالها وهل يترقى الناس إلا بسلم
ومن يتقلب في النعيم شقى به إذا كان من أخاه غير منعـم
أ- هات مضاد " يترقى " وجمع " سلم " ومفرد " أوطان ".
ب- على من تقع مسئولية رفع الوطن ؟
ج- متى يكون النعيم شقاء لصاحبه ؟
د- " ما يرفع الأوطان إلا رجالها " ما الجمال في هذا التعبير ؟
هـ- في البيت الأول استفهام بين قيمته ؟
و- ما علاقة الشطرة الثانية بالأولى في البيت الثاني ؟
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنتـــاج فــكـــر أم عمل
الدكتور زكي نجيب محمود
الدكتور زكي نجيب محمود : رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ولقب بفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة وهو من خلال النص يتحدث عن اتحاد الفكر والعمل والإيمان بما نعمل كي نحقق التقدم.
1- الإنسان صانع مفكر
" إنني لا أظن أن تاريخ الحياة الإنسانية منذ أول ظهورها قد شهد يوما واحدا كان الإنسان فيه مفكرا وناطقا باللغة التي تحمل فكره قبل أن يكون صانعا بيديه فهو مفكر صانع أو صانع مفكر في اللحظة عينها ولو كان لأحد الشقين أولوية نظرية على الأخرى فالأولوية للإنسان الصانع على الإنسان المفكر لأنه بصناعته يوفر لنفسه ضروريات الحياة الحيوانية الأولية التي سبقت كونه إنسانا. "
المعاني :
الشقين : الطرفين والجانبين ومفردها الشق ، أولوية : أسبقية ، يوفر : يهيئ ،
الأولية : البدائية الأولى أو الفطرية.
الشرح :
منذ وجد الإنسان على الأرض وهو يعمل ويفكر في ذات الوقت وذلك لأن العمل يحتاج دائما إلى فكر يخطط له كما أن الفكر بحاجة إلى يد تنفذه فالإنسان مفكر صانع أو صانع مفكر وإذا كان لأحدهما أن يسبق الأخر فإن العمل نظريا يسبق الفكر لأن الإنسان في الحقيقة كان محتاجا إلى العمل أولا ليوفر لنفسه ضروريات الحياة الحيوانية الأولية التي سبقت كونه إنسانا.
التذوق :
إنني لا أظن .. العبارة : تعبير يدل على اعتزاز الكاتب برأيه وعلى تحمله مسئولية الرأي وهي جملة مؤكدة بـ (إن – أن – قد)
كان الإنسان مفكرا وناطقا : تعبير يقوم دليلا على أعمال العقل منذ بداية الحياة.
اللغة التي تحمل فكره : تعبير جميل فقد صور اللغة شيئا يحمل.
صانعا بيديه : تعبير يقوم دليلا على أن الصناعة في بدايتها كانت يدوية ويظهر فضل اليدين في المجال الصناعي.
مفكر صانع أو صانع مفكر : تعبير يدل على الامتزاج بين الفكر والعمل.
لأنه بصناعته يوفر لنفسه ... : العبارة تعليل لقوله فالأولوية للإنسان الصانع.
الحياة الحيوانية الأولوية التي سبقت كونه إنسانا : إشارة إلى حياة الإنسان الأول في الغابة يصارع حيوانها ليدبر طعامه واحتياجاته اليومية.
لو .. : تؤكد على امتناع تقدم ( أسبقية ) أحد الجانبين على الآخر.
2- الفكر والعمل يمثلان وحدة اندماجية
" وقد اشتد الالتحام في عصرنا هذا بين جانبي الفكر والعمل ، وظهر ما يسمى بالوحدة الاندماجية بينهما ، ولكن هذه الوحدة تصاحبها عوامل لا هي من طبيعة العقل النظري ولا هي من طبيعة الأيدي العاملة في عوامل تنبثق من ينبوع آخر ، وهو نفسه ينبوع العقائد على اختلاف ضروبها "
المعاني :
الالتحام : الاندماج ، تنبثق : تنفجر وتخرج ، ينبوع : منبع والجمع ينابيع ،
ضروبها : أنواعها وأشكالها والمفرد ضرب.
الشرح :
وفي هذا العصر الحديث امتزج الفكر والعمل في وحدة اندماجية تنبع من ينبوع العقائد على اختلاف أنواعها وأشكالها سواء في الشرق أو الغرب.
التذوق :
اشتد الالتحام بين جانبي الفكر والعمل : تصوير يجسم كلا من الفكر والعمل بشيئين ماديين يندمجان معا.
ظهر ما يسمى بالوحدة الاندماجية : تعبير يدل على مدى الالتحام وهي نتيجة لما قبلها.
لا هي من طبيعة العقل النظري ولا هي من طبيعة الأيدي العاملة : بينهما تضاد في المعنى.
العقل النظري – الأيدي العاملة : يؤكد أن هذه الوحدة تنبع من ينبوع العقائد.
هذه الوحدة تصاحبها عوامل : تصوير يشخص كلا من الوحدة والعوامل بشخصيين بينهما صحبة وعلاقة.
عوامل تنبثق : تصوير للعوامل بماء يتفجر من باطن الأرض.
ينبوع العقائد : تعبير يصور فيه العقائد بنبع الماء الذي يتفجر بالخير لكل الناس.
3- القيم والعقائد توجه الفكر والعمل
" ومن أهم تلك العوامل المصاحبة مجموعة القيم التي نسير على هداها ، والأهداف التي نوجه السير نحوها ، فإذا كان الفكر والأيدي كافيين وحدهما لإنجاز عمل معين فإنه يبقى أن تعلم لماذا هذا العمل المعين دون سواه ؟ وإلى أي هدف هو ؟ ومثل هذه الأسئلة لا نجد الجواب إلا في تلك العوامل المصاحبة التي أشرنا إليها في وحدها التي تجعل للحياة العاملة معنى وذلك لأن العقل والعمل كليهما توجهه قيم إنسانية من أجل أهداف حضارية "
المعاني :
نسير : نتحرك ، هداها : هديها ، الأهداف : الغايات ومفردها الهدف ، إنجاز : إتمام ، دون سواه : دون غيره ، المصاحبة : الملازمة ، قيم : مبادئ ومفردها قيمة.
الشرح :
وعن طريق مجموعة القيم التي تتحرك في الحياة على هديها نستطيع أن نعرف لماذا نختار عملا بذاته دون سواه وأي هدف من الأهداف نحن سائرون إليه في هذا العمل وذلك لأن هذه القيم هي التي تجعل للحياة معنى وهي تحرك العقل والأيدي لتحقيق أهداف حضارية.
التذوق :
القيم التي نسير على هداها : تعبير جميل يصور القيم بمصابيح منيرة نهتدي بها إلى الطريق الآمن في الظلام.
الأهداف التي توجه السير نحوها : تعبير يفيد وعي الإنسان بأهدافه.
لماذا هذا العمل المعين دون سواه : استفهام يفيد معنى الحيرة والتعجب.
إلى أي هدف هو : استفهام يفيد معنى الحيرة.
لا نجد الجواب إلا : قصر يفيد التخصيص والتوكيد وهو يدل على أن العوامل المصاحبة وحدها هي التي تنير الطريق.
لأن العمل والعقل توجه قيم إنسانية : صور القيم مرشدا وموجها.
4- الإيمان بالعمل يشجع على تحمل عنائه
" إن هذا الينبوع الآخر الذي تنبثق منه العوامل المصاحبة لدنيا العمل هو شرط أساسي لكي يكون العمل دعامة ثقافية حضارية معا ، أنه الإيمان الذي بغيره يسود السأم ويسود القلق في نفوس العاملين لأن الحياة العاملة عندئذ تفقد معناها لفقدانها ما يبررها ، ذلك هو الإيمان بالقيم والأهداف التي تفرزها الفترة المعينة في الحضارة المعينة فيكفي مثلا أن يؤمن العاملون بأنهم إنما يعملون – لا لكسب العيش وحده – بل يعملون ليقيموا للوطن مجده ، أو لينشروا رسالة دينية أو ليهيئوا لأبنائهم حياة أفضل ، أو ما شاء لهم موقعهم الحضاري أن يعملوا من أجله ... أقول إنه ليكفي أن يبث في النفوس إيمان كهذا ، ليجد العاملون ما يبرر عناء العمل. "
المعاني :
دعامة : ركيزة وعماد يقوم عليها البناء وجمعها دعائم ، يسود : يعم وينتشر ،
السأم : الملل ، يبررها : يقنع الناس بها ، تفرزها : تنتجها ، يهيئ : يعد ويرتب ، يبث : ينشر ، عناء : جهد وتعب ومشقة.
الشرح :
إن الإيمان بالقيم والأهداف هو الذي يجعل العمل ركيزة ثقافية ودعامة حضارية لأنه بدون هذا الإيمان يسود الملل ويعم القلق حياة الناس العاملين – فكيف ؟ مثلا أن يؤمن العاملون بأنهم لا يعملون لمجرد كسب العيش وحده ، وإنما يعملون ليقيموا مجد الوطن أو لينشروا رسالة دينية أو ليهيئوا لأبنائهم حياة أفضل أو غير ذلك مما يبرر عناء العمل ويقنعهم بضرورة إنجازه.
التذوق :
هذا الينبوع الذي تنبثق منه عوامل : تصوير جميل يجسم العوامل بماء يتفجر من الينبوع.
العوامل المصاحبة لدنيا العمل : تعبير يفيد ملازمة هذه العوامل للعمل ويبين أهميتها له.
العمل دعامة ثقافية حضارية : تعبير يجسم كلا من الثقافة والحضارة ببناء شامخ كما يجسم العمل بدعامة يقوم عليها البناء.
يسود السأم – يسود القلق : بينهما ترادف ترادف يقوي المعنى والفعل يوحي بالعموم والقلق توحي بعدم الاستقرار.
القيم والأهداف التي تفرزها الفترة الزمنية : تصوير جميل يشخص الزمن بإنسان ويجسم القيم والأهداف بمواد يفرزها الزمن.
ليقيموا للوطن مجده : تصوير يجسم المجد بناء قويا شامخا يقيمه العمل ويجدون في تشييده وهي تعليل لما قبلها.
يبث في النفوس إيمان : تعبير يفيد معنى نشبع الناس بهذا الإيمان واقتناعها به والفعل (يبث) يوحي بكثرة الانتشار.
عناء العمل : تعبير يصور العمل عبئا ثقيلا يتعب أكتاف حاملة والفعل يوحي بالمشقة والجهد والتعب.
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
نيلنا العظيم
للشاعر محمد التهامي
التعريف بالشاعر:
ولد الشاعر محمد التهامي في محافظة المنوفية سنة 1922 م وقد التحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية. وقد مارس المحاماة ثم اتجه إلى الصحافة ، وأصبح مدير لتحرير جريدة الجمهورية ثم مستشارا لجامعة الدول العربية فرئيسا لمكتبها بمدريد ، ونال جائزة الدولة التقديرية سنة 1994 م ، وله عدة دواوين منها أغنيات لعشاق الوطن وأغنيات عربية.
طف بالرمال وأحيها يا نيل ما أنت – يا سر الحياة – بخيل
المعاني :
طف : سر وتحول والمراد أغمرها بالماء والعكس اثبت وتوقف ، أحيها : ابعث فيها الحياة والمراد خضرها بالزرع والعكس أهلكها ، سر الحياة : مبعثها.
الشرح :
أيها النيل العظيم يا سر الحياة على أرض مصر اغمر الرمال بمياهك وابعث فيها الخصب فأنت كريم لا نعرف عنك صفة البخل.
التذوق :
طف بالرمال : يصور النيل إنسانا قادرا على الحركة يخاطبه واستخدام الفعل " طف " يوحي بقداسة رمال مصر كما يوحي بالحركة والنشاط. وهو أسلوب أمر غرضه التمني والرجاء.
وأحيها : أمر آخر للتمني والرجاء وفيه تصوير لاخضرار الأرض بعملية الإحياء ، واستخدام حرف العطف " الواو " يفيد معنى المصاحبة وجاء هذا التعبير نتيجة للأمر الذي سبقه.
يا نيل : أسلوب نداء للتعظيم وبيان سمو منزلة النيل عند الشاعر وفيه تشخيص للنيل بإنسان يناديه وهذا التشخيص يفيد استحضار صورة النيل.
ما أنت بخيل : صور النيل إنسانا ينفي عنه صفة البخل وهو هنا يؤكد له صفة الكرم.
يا سر الحياة : نداء للتعظيم واستخدام ضمير الخطاب يفيد استحضار صورة النيل وهو تعبير يظهر فضل النيل على مصر.
وانثر بها القبل العذاب على الثرى يبعث مواتا فوقـها التقبــيل
المعاني :
انثر : انشر ووزع ، القبل : جمع قبلة والمراد دفعات الحياة ، العذاب : الحلوة الطيبة والمفرد العذبة ، الثرى : التراب ، يبعث : يحيي والعكس يميت ويهلك ، مواتا : المراد بوارا وهي الأرض التي لم تنبت.
الشرح :
وزع مياهك العذبة على تراب مصر فهي مشتاقة إليه حتى تبعث فوقها الخضرة والنضارة.
التذوق :
انثر : أسلوب أمر غرضه التمني والرجاء وهو يوحي باتساع الرقعة التي يرويها النيل.
القبل العذاب : صور النيل عاشقا لتراب مصر يقبلها وهذا التصوير يبرز قوة العلاقة بين الأرض والماء ، واستخدام كلمة العذاب جاءت لتتناسب مع موصوفها الأصلي ، ويمكن القول بأنه صور دفعات المياه بالقبلات وصور مياه النيل بشراب حلو يغذي أرض مصر.
يبعث مواتا : تعبير يظهر فضل النيل وأثره الطيب على أرض مصر ويصور اخضرار الأرض القاحلة ببعث الحياة فيها. وبينهما تضاد يبرز فضل النيل.
فوقها : تعبير يوحي بتجميل سطح الأرض وليس باطنها.
أجراك ربك بالحياة وطالما نبتت حياة الناس حيث تسيل
المعاني :
أجراك :أسالك ، طالما : كثيرا والعكس قلما ، نبتت : ظهرت ، تسيل : تجري وتنساب.
الشرح :
ولقد جعل الله الحياة تسير في ركابك فحيثما حللت عاش الناس وعمروا الأرض.
التذوق :
أجراك ربك : تشخيص للنيل بإنسان يناجيه والخطاب فيه استحضار لصورة النيل وهو تعبير يوجب شكر الله وضرورة المحافظة على ماء النيل.
طالما : توحي بالكثرة والدوام.
نبتت حياة الناس : تصوير لحياة الناس بالزرع وهو يدل على ارتباط حياة الناس بالنيل واستخدام (نبتت) توحي بالحيوية.
تسيل : مضارع للتجدد والاستمرار وهو يوحي بالهدوء ودوام الخير وكثرة العطاء.
وحباك قدرة صانع هذا الثرى فمضت يميـنك للجــبال تهيل
المعاني :
حباك : أعطاك ومنحك ، قدرة : استطاعة والعكس عجز ، صانع هذا الثرى : المراد تشكيله وتجديد تربته ، مضت : اندفعت وتحركت ، يمينك : يدك والجمع (أيمن وإيمان وأيامن) ، تهيل : تحرك أسفلها فتسقط من أعلاها والمراد تهد وتنهار.
الشرح :
وقد منحك الله أيها النيل مقدرة هائلة على تفتيت الجبال ودفعها في مجراك طميا يشكل وجه الأرض ويجدد من خصوبتها.
التذوق :
( حباك قدرة ) تصوير للنيل إنسانا يخاطبه والخطاب لاستحضار الصورة وهو يفيد اختصاص الله النيل بهذه القدرة.
قدرة صانع هذا الثرى : تصوير النيل بصانع ماهر جدد تربة مصر وكأنه يصنع المعجزات.
فمضت يمينك للجبال تهيل : تشخيص للنيل حيث صوره بإنسان قوي قادر على تفتيت الجبال وهذا يوحي بقوة تدفقه واندفاعه. واستخدام كلمة يمينك يحوي بالبركة والخير ، والفاء تفيد السرعة.
فإذا بهي وهي الشوامخ تنحني وإذا بها في راحتـــيك سهول
المعاني :
الشوامخ : المرتفعة العالية والمفرد شامخ وشامخة ، تنحني : تميل وتتواضع ،
راحتيك : المراد كفيك والمفرد راحة ، سهول : أرض مستوية والمفرد سهل.
الشرح :
إن قدرتك الهائلة قد جعلت هذه الجبال الشامخة تنحني أمامك وتخضع لك فتتحول بين يديك سهولا منبسطة.
التذوق :
البيت نتيجة للبيت الذي سبقه.
إذا بها وهي الشوامخ تنحني : تصوير الجبال بإنسان ينحني أمام قوة النيل وهو تصوير يدل على استسلام الجبال وخضوعها. واستخدام (شوامخ) توحي بالكبرياء وكلمة (تنحني) توحي بالخضوع ، وبين الكلمتين تضاد يؤكد قوة النيل ، وبين (الجبال وسهول) تضاد يبرز قدرة النيل على تسوية الأرض. واستخدام أداة الشرط (إذا) تفيد المفاجأة والثبوت والتحقق.
إذا بها في راحتيك سهول : نتيجة للشطرة الأولى وفيه تصوير النيل بإنسان له كفان.
وإذا الصحاري القفر تفتح صدرها وتصول أنـت بصدرها وتجول
المعاني :
الصحاري : جمع لكلمة صحراء وهي الأرض القاحلة ، القفر : الأرض الخالية من الحياة والجمع "قفار وقفور" ، تفتح صدرها : تحتضنه وتحسن استقباله ، تصول : تثب ، تجول : تطوف والمراد تتحرك بلا تعب.
الشرح :
ويتدفق ماؤك في الصحاري القاحلة فتفتح صدرها لك مستسلمة لتتحرك فيها كما تشاء في كل أرجائها.
التذوق :
الصحاري القفر تفتح صدرها : صور الصحراء بفتاة تشتاق إلى ماء النيل وفي هذا إيحاء بتعطش الصحراء لماء النيل وشوقها إليه. واستخدام كلمة (القفر) تؤكد على قبح الصحراء. كما أن التعبير يدل على ترحيب الصحراء بماء النيل.
وتصول أنت في صدرها وتجول : صور النيل بإنسان حر الحركة واستخدام الخطاب لاستحضار الصورة وتكرار ضمير الخطاب يفيد التوكيد ، واستخدام (تصول وتجول) يوحيان بحرية الحركة وبينهما تجانس لفظي يعطي تناغما موسيقيا جميلا.
وتحيلها وهي العبوس بشاشة خضراء يقطـر ريقها المعسول
المعاني :
تحيلها : تحولها ، العبوس : المقطبة الجبين المكشرة ، بشاشة : فرحا وبهجة ،
يقطر ريقها : يسيل رحيقها ، المعسول : الحلو.
الشرح :
وإذا بمياهك تحول الصحاري القاحلة إلى مزارع خضراء وجنات حلوة الثمار.
التذوق :
تحيلها وهي العبوس بشاشة : صور الصحراء قبل وصول ماء النيل إليها بوجه عبوس ، كما صور الصحراء بعد وصول ماء النيل إليها بوجه باش مستبشر ، والتصور يدل على قدرة النيل الهائلة وأثره العظيم ، واستخدام (عبوس) للتنفير وبيان قبح الصحراء و(بشاشة) للتفاؤل والابتهاج وبين الكلمتين تضاد يبين قدرة النيل الهائلة على الخير والنماء.
يقطر ريقها المعسول : تصوير لرحيق الأزهار وطعم الثمار الحلو بالريق المعسول واستخدام كلمة المعسول توحي بطيب ما تنتجه الأرض من خيرات. واستخدام الفعل (يقطر) يوحي بكثرة الثمار والأزهار وهو مضارع للتجدد والاستمرار.
وجرى النماء وراء خطوك ما استوى يمضي وإن مال المســير يميل
المعاني :
النماء : الخير والبركة والزيادة والعكس النقصان ، وراء خطوك : خلف جريانك ، استوى : استقام واعتدل ، يمضي : يذهب ويسير ، مال : انحرف.
الشرح :
وهكذا فإن الخير يجري من خلفك حيث تسير ويتبع خطواتك أينما تمضي ويميل معك سواء أكنت مستقيما أو مائلا.
التذوق :
جرى النماء وراء خطوك : شخص النماء وجعله إنسانا قادرا على الحركة وشخص النيل وجعله إنسانا له خطوات سريعة وهذا يدل على ارتباط الخير بالنيل.
ما استوى ... مال المسير : بينهما تضاد يؤكد على قدرة النيل ويوحي بانتشار الخير ويبرز دراية الشاعر بخريطة مصر حيث أبرز كثرة تعاريج النيل.
أبدعت حين بنيتــها مزدانة ما فاتك التزيـين والتجمــيل
المعاني :
أبدعت : أحسنت وابتكرت ، مزدانة : مزينة ، فاتك : غاب عنك ، التزيين : الإبداع
أجر العاملين
قــرآن كـــــريم
من سورة آل عمران
1- دعوة إلى تقوى الله
قال تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. )
المعاني :
سارعوا : بادروا وأسرعوا وعكسها (ابطئوا) ، مغفرة : عفو وصفح ،جنة : حديقة والجمع جنات وجنان ، عرضها : سعتها واتساعها وعكسها (ضيقها) ،
السموات والأرض : ما بين السماء والأرض وجمع أرض : (أراضي وأراضون وأراضين) ، أعدت : جهزت وهيئت ، المتقين : الخائفين من عقاب الله ومفردها المتقي ومقابلها المتبجحون والعاصون.
الشرح :-
يحث الله سبحانه وتعالى عباده على أن يبادروا إلى فعل الخير والعمل الصالح لينالوا عفوه ومغفرته حتى يدخلوا جنته الواسعة التي أعدها الله لمن يتقونه ويخافون عذابه.
التذوق :
سارعوا : أسلوب أمر غرضه الحث والنصح والإرشاد ، وهذا التعبير أفضل من (أسرعوا) لأنه يحمل معنى المنافسة والمشاركة بين العباد على نيل جزاء هذا الفعل. وهنا إيجاز بالحذف للتشويق والإثارة تقديره (سارعوا إلى العمل الصالح).
مغفرة : نكرة للتعظيم وقد ربط السبب بالمسبب لتلطيف الأمر.
من ربكم : شبه الجملة فيها سمو لقيمة المغفرة لأنها من عند الله وإضافة (رب) إلى ضمير المخاطبين (كم) فيه تشريف لهؤلاء العباد. وهو تعبير يدل على رحمة الله بعباده.
جنة : نكرة للتعظيم ومفردة لتفردها وإنها لا مثيل لها.
عرضها السموات والأرض : استخدام كلمة (عرض) يدل على مدى اتساع الجنة وفيه يطمئن الناس على مكانهم في الجنة. وفيه تصوير لعرض الجنة بعرض السموات والأرض وبين السموات والأرض تضاد يفيد الشمول والعموم ويبرز مدى اتساع الجنة.
أعدت للمتقين : جاء الفعل ماضيا للدلالة على تحقق حدوث الفعل وثبوته وبني الفعل للمجهول للعلم بالفاعل وهو الله سبحانه وتعالى وهذا التعبير يطمئن الناس على أن النعيم جاهز ومعد لهم. واستخدام كلمة المتقين تفيد التخصيص أي أن الجنة مخصصة لهم وحدهم وفيها تكريم من الله لهم بأن خصهم وحدهم بدخول الجنة.
2- من صفات المتقين
قال تعالى : ( الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. )
المعاني :
ينفقون : يبذلون ما يملكون ، وعكسها (يمسكون ويبخلون) ، السراء : اليسر والرخاء ، الضراء : العسر والشدة ، الكاظمين : الحابسين والممسكين على ما في أنفسهم والمفرد كاظم ولها جمع آخر (كظم) والمراد الصابرين على ما ينالهم من أذى ، الغيظ : شدة الغضب ، العافين : ًالمتسامحين والمفرد (العافي) ، فعلوا : ارتكبوا ، فاحشة : معصية وذنب كبير والجمع فواحش ، ظلموا أنفسهم : ارتكبوا ذنباً صغيرا ً،
ذكروا الله : تذكروا وعيده وجبروته ، استغفروا : تابوا وندموا ، يصروا : يستمروا ومقابلها يقلعوا ، ما فعلوا : المراد عصيانهم ، وهم يعلمون : المراد أنهم يعلمون أن ما فعلوه معصية.
الشرح :
هؤلاء المتقون يتصفون بالآتي : الكرم إذ هم ينفقون ما يملكونه إرضاء لله تعالى في جميع أحوالهم في الشدة والرخاء. الصبر على ما ينالهم من أذى فهم يكظمون الغيظ – التسامح مع المسيىء ليعلموه درسا في الخلق ، حسن العبادة لأنهم يؤدونها كاملة ويعبدون الله كأنهم يرونه فإن لم يكونوا يرونه فالله سبحانه وتعالى يراهم .. ذكر الله عن الوقوع في المعصية ، المبادرة بالتوبة وعدم الإصرار على تلك المعاصي أملاً في عفو الله.
التذوق :
الذين ينفقون : الآية تفصيل بعد إجمال لأنه يوضح صفات المتقين ، واستخدام المضارع يفيد التجدد والاستمرار وحذف المفعول لإفادة العموم والشمول.
في السراء والضراء : تضاد يفيد شمول حالات الإنفاق وعدم انقطاعه.
الكاظمين الغيظ : تعبير يدل على الحلم وضبط النفس وتمام السيطرة على النفس واستخدام اسم الفاعل (كاظم) يدل على ثبوت الصفة واستمرارها.
العافين عن الناس : تعبير يدل على التسامح مع من ظلمهم ، وكذلك استخدام اسم الفاعل (العافي) يدل على ثبوت الصفة واستمرارها. واستخدام كلمة (الناس) جمعا لإفادة العموم والشمول لجميع الناس وتلحظ بين الجملتين السابقتين (الكاظمين الغيظ – العافين عن الناس) جمالا صوتيا يسعد النفس والأذن.
والله يحب المحسنين : تعبير يرغب الناس ويحببهم في إتقان العمل والتحلي بهذه الصفات هو يدل على إتقان العمل.
والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله : استخدام أداة الشرط (إذا) تفيد الثبوت والتحقق من ذكرهم الله وعظمته وجلاله. (فاحشة) نكرة للشمول والعموم وفيها تحقير لها وبيان لمدى قبح الذنب ، واستخدام حرف العطف (أو) يفيد التنويع وهو تعبير يوحي بصغر الذنب.
فاستغفروا لذنوبهم : تعبير يدل على سرعة الاستغفار وهي نتيجة طبيعية لقوله تعالى (ذكروا الله) كما أن العبارة فيها ترتيب جميل حيث ذكر الله يأتي أولا ثم الاستغفار يأتي ثانيا.
من يغفر الذنوب إلا الله : استفهام جميل يفيد النفي حيث نفى أن يكون هناك من يغفر الذنوب غير الله سبحانه وفيه أسلوب قصر يفيد التخصيص والتأكيد فقد قر غفران الذنوب على الله وحده.
ولم يصروا على ما فعلوه وهم يعلمون : تعبير يدل على شدة تصميمهم على عدم الوقوع في الذنب ما داموا يعلمون أنه معصية فهم مخلصون في التوبة ، وقد ضمت الآية ختاماً جميلا يبرز حالتهم. وتعدد العطف في الآيتين يدل على تعدد الصفات.
3- جزاء المتقين
قال تعالى : ( أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين. )
المعاني :
جزاؤهم : مكافأتهم وثوابهم وعكسها عقابهم ، خالدين : دائمين وباقين وعكسها (فنيين – منتهين – ميتين) ، نعم : فعل ماضي يفيد المدح بمعنى حسن وطاب والعكس (بئس) ، أجر : ثواب والجمع أجور ، العاملين : المقصود المطيعين.
الشرح :
وهؤلاء المتقون جزاؤهم يدخلهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار ينعمون فيها برغد العيش خالدين فيها لا يبرحونها وأنه لنعم الأجر وخير الثواب.
التذوق :
أولئك : اسم إشارة للبعيد فيه تعظيم لهم وإعلاء لقدرهم ومكانتهم.
مغفرة : نكرة للتعظيم والتهويل (من ربهم) زادت من عظمة المغفرة.
جنات : نكرة للتعظيم وجمعا لبيان الاتساع والعموم.
تجري من تحتها الأنهار : تعبير يوحي برغد العيش ويدل على جمال الجنة ونضرتها.
خالدين فيها : تعبير يدل على الدوام والاستمرار.
نعم أجر العاملين : أسلوب مدح يغري الناس بتقوى الله حيث جعل الثواب حق مستحق الأداء رغم أنه منحة من الله.
تدريـــــــب
س 1 : قال تعالى : " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. "
أ- هات مرادف " سارعوا " ومضاد " المتقين " وجمع التكسير لـ " جنة "
ب- عين الأمر في الآية الكريمة ، وما الغاية منه ؟
ج- من المأمور في هذه الآية ؟ وما السبيل إلى نيل مغفرة الله ؟
د- لماذا جاءت " جنة " نكرة ؟ وما الصفة التي وصفت بها ؟
هـ- ما قيمة وصف " مغفرة " بأنها من ربكم ؟
و- " أعدت للمتقين " لماذا بني الفعل للمجهول ؟ وما قيمة المجيء به ماضيا ؟
ز- كيف أغرى الله سبحانه وتعالى الناس بفعل الخير ؟
س 2 : قال تعالى : " الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. "
أ- هات مفرد " الذين " ومرادف " ينفقون " ومضاد " يحب "
ب- من المقصودون بالاسم الموصول " الذين " في أول الآية ؟ وما الصفات التي وصفهم الله سبحانه وتعالى بها ؟
ج- كيف يكظم الإنسان غيظه ؟ ولماذا يعد هذا الأمر فضلا ومكرمة ؟
د- ما معنى " العفو عن الناس " ؟ ومتى يستحب ؟
هـ-ما المقصود بالسراء والضراء ؟ وما الغاية من ذكرها بعد قوله تعالى "ينفقون"؟
س 3 : قال تعالى : " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون. "
أ- هات جمع " فاحشة " ومفرد " الذنوب " ومقابل " ظلموا " .
ب- ما مظاهر تقوى الله في الآية ؟
ج- الآية الكريمة شملت مراحل التوبة. وضحها
د- " ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " ما قيمة العطف بالفاء هنا ؟
هـ- " من يغفر الذنوب إلا الله " وضح الجمال في هذا التعبير.
س 4 : قال تعالى : " أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين. "
أ- هات مقابل " خالدين " وجمع " أجر " ومرادف " نعم ".
ب- من المشار إليهم " أولئك " في أول الآية الكريمة ؟
ج- ما قيمة ذكر " جنات " نكرة وجمع ؟
د- ما مظاهر تكريم الله لهؤلاء القوم ؟
هـ- بم يوحي قوله تعالى " تجري من تحتها الأنهار – نعم أجر العاملين " ؟
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
تجارب الحياة
لأبي الطيب المتنبي
التعريف بالشاعر :
هو أبو الطيب أحمد بن الحسين ولد سنة 303 هـ ، وعاش نشأته الأولى في الكوفة وتنقل بين عواصم الدول العربية ومات مقتولا سنة 354 هـ ، ولعله لقب بالمتنبي لادعائه النبوة على أكثر ما تقوله الروايات وهو ينتمي إلى العصر العباسي.
1- غدر الزمان بالإنسان قديم
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وعناهم في شأنه ما عنانا
وتولوا بغصـة كلــهم منه وإن سر بعضـهم أحيانا
ربما تحسن الصنيع ليالـيه ولكن تكدر الإحســانا
المعاني :
صحب : زامل ورافق , ذا : اسم إشارة بمعنى هذا ، الزمان : الوقت أو المدة والجمع (أزمنة – أزمن) ، عناهم : أتعبهم وأهمهم ، شأنه : أمره وحاله والجمع (شئون) ، تولوا : رحلوا وذهبوا والمراد ماتوا وفارقوا الحياة ، غصة : كل ما يقف في الحلق من طعام أو شراب والمراد المرارة والأسى والجمع (غصص) ، سر : أسعد وعكسها (أحزن) ، أحياناً : أوقات قصيرة والمفرد (حين) وجمعها (أحايين) ، ربما : أصلها رب وهي حرف جر يفيد التقليل أو التكثير و(ما) التي كفتها عن الجر وهي هنا تفيد التقليل ، الصنيع : المعروف وكل فعل خير والجمع (صنائع) ، تكدر : تسيء وتفسد وتعكر.
الشرح :
إننا نعاني في حياتنا من الزمان مثلما عانى منه من سبقونا في حياتهم فقد شغلتنا أموره وأحواله كما شغلتهم وأتعبنا بتقلباته مثلما أتعبهم.
أولئك السابقون الذين فارقوا الحياة تملؤهم المرارة والأسى لكثرة ما أصابهم من مصائب الزمان وأوجاعه وإن كان بعضهم قد سعد لبعض الوقت.
هذا هو طبع الزمان قليلا ما يتلطف بالعباد ويفيض عليهم بخيره ولكنه سرعان ما يكشر لهم عن أنيابه وينقلب عليهم ويبدل معروفه معهم إساءة.
التذوق :
صحب الناس .. ذا الزمانا : صور الزمان بإنسان يعايش الناس ، وهذا التصوير يدل على عدم مقدرة الناس على الانفصال عن الزمان ، واستخدام اسم الإشارة (ذا) يدل على أنها إشارة عامة لكل زمان كما أنه يفيد أن الزمان واحد قديما وحديثا ، وقد أتى بـ (الزمان) معرفة لإفادة الشمول والعموم وثبوت حالة الزمان.
عناهم في شأنه ما عنانا : تصوير ما أصاب السابقين بما أصابنا واستخدام الاسم الموصول (ما) يفيد التهويل وكثرة وتنوع متاعب الزمان ، واستخدام (في) بدل (من) يدل على الشمول.
تولوا بغصة منه : تصوير ما يصيب الناس من إساءة بالغصة وهو تصوير يوحي بالمرارة والأسى ، وجاءت (غصة) نكرة للتهويل والعموم والشمول.
كلهم : توكيد معنوي يؤكد أن أحدا منهم لم يسلم من هذه الغصة.
سر بعضهم:صور الزمان بإنسان يدخل السرور واستخدام (بعضهم) يدل على قلة السعداء.
أحيانا : تدل على قلة وقت السعادة واستخدام (إن) تفيد الشك.
والتضاد بين (كلهم وبعضهم) و (غصة وسر) يبرز المعنى.
ربما تحسن الصنيع لياليه : صور الليالي بإنسان قادر على العمل والإحسان ، وكلمة (ربما) تفيد القلة ، وكلمة (لياليه) توحي بالظلمة والهموم وهي جمع يفيد الكثرة.
لكن تكدر الإحسان : استخدام (لكن) تفيد الاستدراك وهي تدل على أن الصنيع لا يدوم فسرعان ما يتحول وينقطع وفيه تصوير الليالي بإنسان شرير له القدرة على الإساءة ويصور الإحسان بالماء الذي يتعكر وكلمة (تكدر) توحي بشدة الألم ، (تحسن – تكدر) بينهما تضاد يظهر التحول من حسن الصنيع إلى الإساءة ويؤكد هذه الحقيقة.
2- الإنسان يعادي نفسه بلا مبرر
وكأنا لم يرض فينا بريب الدهر حتى أعـانه من أعــانا
كلما أنبـت الزمان قــــناة ركب المرء في القناة سنانا
المعاني :
ريب : مصائب والجمع (ريب) ، الدهر : الزمان والجمع (أدهر ودهور) ، يرض : يقبل ويوافق ، أعانه : ساعده وعاونه ، قناة : كل عصاه مستوية أو معوجة والمقصود هنا قصبة الرمح والجمع (قنوات – قنى – قنا) ، المرء : الرجل أو الإنسان ، سنانا : نصل الرمح والجمع أسنة.
الشرح :
وكأننا نحن البشر لم نكتف بمصائب الزمان حتى أن البعض منا أخذ يساعده على إلحاق المزيد من المصائب بإخوانه من بني البشر.
والدليل على ذلك أن الزمان كلما فتح للإنسان طريقا للخير إذا بالإنسان يسيء استغلاله ويحوله إلى أداة للشر والدمار.
التذوق :
ريب الدهر : تعبير يدل على وحشية الزمان وقسوته وكثرة مآسيه .
حتى أعانه من أعانا : (حتى) تفيد الغاية أو الهدف ، وهو يصور الزمان بإنسان يحتاج إلى من يعينه على الكيد للناس والنيل منهم ، واستخدام الاسم الموصول (من) يفيد العموم والشمول وكثرة من عاون الزمان وهو يبرز كراهية الشاعر للناس الذين يعاونون الزمان على الشر ، ونلحظ الموسيقى الناتجة من تكرار الفعل (أعان) وما تحدثه من جمال صوتي.
كلما أنبت الزمان قناة : يصور الزمان بزارع يغرس ويصور القناة بنبت وهذا إيحاء بكثرة صنائع الزمان المفيدة للإنسان. واستخدام (كلما) تفيد الاستمرار والتكرار والكثرة.
ركب المرء في القناة سنانا : تعبير يدل على سوء الاستخدام وجشع الإنسان وتحويله الخير إلى شر ، وقد جمع الشاعر بين (قناة–سنان) ليوحي بسهولة الحصول على السلاح وسيلة الحرب ونلحظ أن البيت الثاني يعتبر دليلا على البيت الأول قبله ويؤكد مفهومه
3- الموت في كرامة أفضل من العيش في جبن
ومراد النفوس أصغر من أن نتعادى فيه وأن نتــفانى
غير أن الفتى يلاقي المنـايا كالحات و لا يلاقي الهوانا
ولو أن الحــياة تبقى لحي لعددنا أضلــنا الشجعانا
وإذا لم يكن من المـوت بد فمن العجز أن تكون جبانا
المعاني :
مراد : مطالب وآمال ، النفوس : المراد البشر والناس ، أصغر : أقل ،
نتعادى : يعادي بعضنا بعضا ، نتفانى : يفني بعضنا بعضا ، الفتي : الشاب الشجاع والجمع (فتية – فتيان) ، يلاقي : يواجه ويقابل ، المنايا : الموت والهلاك والمفرد (منية) ، كالحات : عابسات والعكس مبتسمات ، الهوان : الذل والعكس العزة ،
حي : إنسان على قيد الحياة والجمع أحياء ، عددنا : حسبنا ، أضلنا : أكثرنا ضلالا وبعدا عن الصواب والعكس أهدانا وأرشدنا ، بد : مفر ومهرب والجمع بدده ،
العجز : الضعف وعكسها القدرة والاستطاعة.
الشرح:
إن مطالب الناس أتفه من أن يتقاتلوا في سبيل تحقيقها ولا تستحق أن يفني الناس بعضهم بعضا من أجل مكاسب شخصية زائلة.
غير أن الإنسان الحر يفضل أن يواجه الموت في عزة وكرامة على أن يعيش ذليلاً.
ولو كانت الحياة خالدة لكان أحمق الناس في الدنيا هو الشجاع الذي يضحي بنفسه لأنه يعرضها للموت.
وما دام الموت هو نهاية كل حي فعلى الإنسان أن يعيش عزيزا ويموت كريما وألا يقبل حياة الجبناء.
التذوق:
البيت الأول : يدل على تفاهة الحياة ، واستخدام المضارع فيه يفيد التجدد والاستمرار (نتعادى – نتفانى) ، الفعل الثاني نتيجة للأول وهو ترتيب منطقي لأن العداء يأتي أولا ثم يأتي بعد ذلك الفناء ، وهناك تجانس لفظي بين الفعلين يعطي تناغما موسيقيا جميلا.
الفتي يلاقي المنايا كالحات : صور المنايا بوحوش مفترسة وهو تصوير يوحي بالشجاعة. واستخدام كلمة (فتي) توحي بالقوة والشجاعة.
لا يلاقي الهوانا : صور الهوان عدوا نكره لقاءه وهو يوحي بالعزة والكرامة ( يلاقي – لا يلاقي) تضاد يؤكد أن الذل أقسى من الموت.
لو أن الحياة تبقى لحي: تعبير يوحي بعدم بقاء الحياة لأن أداة الشرط (لو) نفت جواب الشرط لانتفاء فعل الشرط. وجاءت كلمة (حي) نكرة للعموم والشمول.
أضلنا الشجعانا : استخدام اسم التفضيل (أضل) يدل على الإغراق في الضلال ، والتعبير يدل على أن الشجاعة تمثل قمة الضلال وهو مفهوم خاطئ ولا ينبع إلا من نفس مريضة.
إذا : تفيد التثبت والتحقق من أنه لا مهرب لمخلوق من الموت.
من العجز أن تكون جبانا : تعبير يجعل الجبن صورة من صور العجز الإنساني. والبيت الأخير يأتي على سبيل الحكمة.
تدريــب
س 1 : صحب الناس قبلنا ذا الزمانا وعناهم في شأنه ما عنانا
وتولوا بغصــة كلهم منه وإن سـر بعضهم أحيانا
ربما تحسن الصنيع ليالـيه ولكن تكدر الإحســانا
أ- هات مرادف " صحب – عناهم " وجمع " غصة – شأن " ومقابل " الإحسان "
ب- وضح كيف أن الناس سواء أمام الزمن ؟
ج- ما قيمة استخدام اسم الإشارة " ذا " ؟
د- ما المراد " بالغصة " وما قيمة " كلهم " ؟
هـ- " لكن تكدر الإحسان – فتكدر الإحسان – ثم تكدر الإحسان " أيهم أفضل في نظرك بالنسبة للبيت الثالث ؟ ولماذا ؟
س 2 : وكأنا لم يرض فيـنا بريب الدهر حتى أعانه من أعانا
كلـما أنبت الزمـان قنـاة ركب المرء بالقناة سـنانا
ومراد النفوس أصغر من أن نتـعادى فـيه وأن نتفانى
أ- هات مرادف " ريب الدهر " وجمع " قناة " ومقابل " أصغر ".
ب- ما المقصود بـ " ريب الدهر " وفيم يتمثل ؟
ج- ما الدعوة التي يدعو إليها الشاعر في البيت الثالث ؟
د- ما سر جمال هذا التعبير " أنبت الزمان قناة " ؟
هـ- ما قيمة الجمع بين " القناة – السنان " في البيت الثاني ؟
س 3 : غير أن الفتي يلاقي المنايا كالحات ولا يلاقي الهوانا
ولو أن الحـياة تبقى لحي لعددنا أضلنا الشجــعانا
وإذا لم يكن من المـوت بد فمن العجز أن تكون جبانا
أ- هات جمع " الفتي " ومفرد " المنايا " ومرادف " يلاقي " ومضاد " العجز ".
ب- ما المبدأ الذي يدعوا إليه الشاعر في الأبيات ؟
ج- من الذي يعد الشجاع أضل الناس ؟ وما حجتهم في ذلك ؟
د- ما الحكمة من استخدام " لو " في البيت الثاني و " إذا " في البيت الثالث ؟
هـ- " الفتي يلاقي المنايا كالحات " ما الجمال في هذا التعبير ؟
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
صــــلة الــرحم
حديث شريف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لن تؤمنوا حتى تراحموا، قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم. قال: إنه ليس رحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة ).
رواه الطبراني عن أبي موسى الأشعري.
المعاني:
لن تؤمنوا : لن يتم إيمانكم ولن يصدق ، حتى : حرف نصب يفيد الغاية ،
تراحموا : يرحم بعضكم بعضا ، كلنا : جميعنا ، رحيم : كثير الرحمة والشفقة والجمع (رحماء) ، جمع (صاحب) : (أصحاب – صحاب – صحب) ، رحمة العامة : الرحمة بين سائر الأحباء وجمع رحمة : رحمات ومقابل العامة الخاصة.
الشرح :
يتوجه الرسول بكلامه إلى الجالسين معه ولكل المؤمنين فيقول لهم لن تنالوا الإيمان الكامل حتى يرحم بعضكم بعضا. فقال من حوله يا رسول الله كلنا رحيم في معاملاته مع الأهل والأقارب والأصحاب. وهنا يصحح لهم الرسول الكريم حقيقة مفهوم الرحمة فيقول لهم: ليس المقصود بالرحمة مجرد رحمة أحدكم لصاحبه أو قريبه بل المقصود بالرحمة : الرحمة العامة التي تشمل جميع الأحباء على الأرض.
التذوق :
لن تؤمنوا حتى تراحموا :استخدم النص بـ( لن ) يؤكد على النفي في المستقبل أي أن تمام الإيمان سيظل مشروطا بتحقق الرحمة إلى أن تقوم الساعة. واستخدام المضارع يفيد التجدد والاستمرار واستخدام واو الجماعة يفيد العموم والشمول.
واستخدام ( حتى ) تفيد الغاية. والتعبير كله يدل على الرحمة شرط من شروط الإيمان.
يا رسول الله : نداء للتعظيم واستخدام أداة النداء للبعيد تدل على علو منزلة الرسول عند الصحابة. وإضافة ( رسول ) إلى لفظ الجلالة ( الله ) فيها تشريف لرسول الله وتكريم له.
كلنا : تعبير يفيد الشمول والعموم لجميع الناس.
رحيم : صيغة مبالغة تدل على كثرة الرحمة.
إنه ليس : أسلوب مؤكد بـ ( أن ) وهي تنفي أن تكون الرحمة الخاصة هي المفهوم الصحيح للرحمة.
لكنها رحمة العامة : استدراك يمنع الخطأ في الفهم . فقد صحح فهمهم الأول وزاد عليه المفهوم الجديد.
ونلحظ الأسلوب الجميل في الحديث الشريف الذي تنوع بين الخبر والإنشاء مما أكسب الحوار حيوية وإثارة للانتباه. وكذلك الاعتماد الكامل على أسلوب الحوار وهو الأسلوب الذي تنادي به الدراسات التربوية الحديثة والتي تثير الانتباه دائما.
ما يرشد إليه الحديث
الحوار بين الجماعات سبيلهم المضمون للوصول إلى الحقائق.
على رئيس الدولة وقائد الجماعة استطلاع أفكار من حوله ضمانا لسلامة القرار.
يقاس إيمان الإنسان على مقدار من تعمهم رحمته.
الرحمة العامة لا تتأثر بلون أو عرق أو جنس.
تدريــب
س 1 : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن تؤمنوا حتى تراحموا ، قالوا : يا رسول الله كلنا رحيم ، قال : أنه ليس رحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة. "
أ- هات مرادف " تراحموا " وجمع " رحيم " ومقابل " العامة " .
ب- من راوي هذا الحديث ؟ ومن الذين يخاطبهم في هذا الحديث ؟
ج- " لن تؤمنوا – لم تؤمنوا " ما الفرق بين التعبيرين ؟
د- ورد في الحديث " قالوا .... وقال .... " ما الفائدة المحققة من تبادل القول بين الرسول وصحابته على هذا النحو ؟
هـ- ما قيمة ما يأتي " حتى – يا رسول الله – كلنا رحيم – لكنها " ؟
و- هناك مفهومان للرحمة وضحهما وبين أيهما أفضل ؟
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
بـــــــلادي
لمصطفى صادق الرافعي
التعريف بالشاعر:
مصطفى صادق الرافعي أديب وشاعر من أصل شامي ولد سنة 1880 وقد أصيب بمرض قضي على سمعه وأحدث في صوته ثقلا. ولكن عوض تعليمه عن طريق مكتبة والده. وهو يتناول في أبياته حبه لبلاده معترفا بفضلها داعيا الشباب إلى العمل على رفعتها.
(1) حب الإنسان وطنه يملأ كل كيانه
بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدها قلبي ويدعـو لها فمي
ولا خير فيمن لا يحـــب بلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم
المعاني :
هواها : حبها والجمع أهواء ، يمجدها : يعظمها والعكس يحقرها، فمي : المراد لساني والجمع أفمام ، يدعو : يرجو لها الخير ، لا خير : لا فائدة ترجى ، حليف : صاحب ومعاون الجمع ( حلفاء وأحلاف ) ، حليف الحب : المحب بشدة ، يتيم : ينشغل بالحب ويشتاق إلى من يحبه.
الشرح :
إن حب بلادي يملأ علي كياني ويسيطر على كل وجداني وينساب مع الدم في عروقي ينبض به قلبي فينطق لساني بفضلها وأدعو لها بالسلامة.
وكل من لا يحب بلاده إنسان عاق لا خير فيه لأنه يجحد فضلها عليه.
التذوق :
عاطفة الشاعر تسيطر عليه حب بلاده حيث ينبض قلبه بحب بلاده الذي سيطر على كل كيانه ويبرز فضلها عليه.
بلادي : إضافة ( بلاد ) إلى ( الياء ) تبرز مدى ارتباط الشاعر ببلاده وحبه الشديد لها .
هواها في لساني وفي دمي : تعبير يدل على تأصل الحب وامتلاكه كل كيانه ويدل على تعلقه بوطنه ، وهو يصور الحب بشيء مادي يجري في الدم . وبين ( لساني ودمي ) تضاد في المعنى يبرز تعلقه ببلاده حيث أبرز الحب المعلن عن طريق اللسان والحب المكتوم في القلب.
يمجدها قلبي ويدعو لها فمي : تصوير للقلب بإنسان يمجد والشطرة الثانية تفسير وتوضيح للشطرة الأولى واستخدام المضارع يفيد التجدد والاستمرار. وقد ذكر الفم ولم يذكر اللسان ليدل على كثرة الدعاء. وبين ( فمي ودمي ) تصريع يعطي نغمة موسيقية ويثير الذهن.
لا خير فيمن لا يحب بلاده : تعبير يدل على أن من لا يحب بلاده جاحد لا خير فيه.
حليف الحب : تصوير للحب بإنسان يتحالف مع غيره من الناس والتصوير يوحي بالارتباط والتلازم. ( لا يحب – حليف الحب ) تضاد يبرز المعنى ويوضحه.
إن لم يتيم : جعل التضحية شرطا من شروط الحب.
(2) من ينكر فضل وطنه عليه ليس بإنسان
ومن تؤوه دار فيجـحد فضـلها يكن حيوانا فوقه كل أعجم
ألم تر أن الطير إن جاء عشـه فآواه في أكنـــافه يترنم
ومن يظلم الأوطان أو ينس حقها تجئه فنون الحادثات بأظلم
المعاني :
تؤوه : تضمه إليها والعكس ترفضه وتزجره ، دار : بيت والمقصود هنا الوطن والجمع (دور – ديار) ، يجحد : ينكر والعكس يعترف ويحب ، فضلها : خيرها والجمع فضول وأفضال ، أعجم : الذي لا يتكلم والجمع ( أعاجم – عجم ) ، ألم تر : أعلم ،
أكنافه : جوانبه والمفرد ( كنف ) ، يترنم : يغني ويمرح والعكس يصيح ويبكي ،
فنون:أنواع والمفرد فن ،الحادثات:المصائب والمحن والمفرد حادثة، أظلم : أكثر ظلما.
الشرح :
من يعيش في وطن يأويه ثم ينكر فضله هو أقل مرتبة من الحيوان.
وذلك لأن الطير تعترف بفضل أعشاشها عليها حين تعود إليها فتشعر بالأمان فتغني سعيدة اعترافا بهذا الفضل.
وكل من يظلم وطنه بعدم الولاء له أو ينسى حقه عليه فإن الأيام تتنكر له وتبتليه بأبشع أنواع المصائب جزاء تنكره لوطنه.
التذوق :
من تؤوه دار .... يكن حيوانا ... : أسلوب شرط يوضح حقارة وجرم من يجحد فضل الوطن. والشطرة الثانية نتيجة للشطرة الأولى. وفيها تصوير للوطن بأم تضم أبناءها والفعل يوحي بالأمان. وأتى بـ (دار) نكرة للعموم والشمول. وفيها تصوير لمن ينكر فضل الوطن بالحيوان لحقارته.
يجحد فضلها : تعبير يدل على نكران الجميل وسوء الطبع.
فوقه كل أعجم : تعبير يؤكد على حقارة الإنسان الذي ينكر فضل الوطن وعدم قيمته.
ألم تر : أسلوب استفهام غرضه التقرير يوحي بارتياح الطير في وطنه.
آواه : تعبير يوحي بحسن الرعاية
أكنافه : جاء بها جمعا ليدل على مشاركة جميع جوانب العش في إسعاد الطير.
يترنم : توحي بالبهجة والسعادة ، والبيت الثاني يأتي دليلا على صدق ما جاء في البيت الأول.
يظلم الأوطان : تصوير الأوطان كائنات حية يظلمها بعض أبنائها ، ( أو ) حرف عطف يفيد التنويع.
تجئه فنون الحادثات : تصوير المصاعب بإنسان يتحرك ، وأتى (بفنون) جمعا لبيان كثرتها وتنوعها.
أظلم : اسم تفضيل يوحي ببشاعة ما يصيبه من أنواع المصائب ، والشطرة الثانية نتيجة الشطرة الأولى وهي تبرز أن الجزاء من جنس العمل.
(3) الأوطان تنهض برجالها
وما يرفع الأوطان إلا رجالها وهل يترقى الناس إلا بسلم
ومن يتقلب في النعيم شقي به إذا كان من أخاه غير منعم
المعاني :
يترقى : يصعد ويرتفع والعكس يهبط ويتدنى ، سلم : ما يرتقي عليه والجمع سلالم وسلاليم ، يتقلب : يحيط به ، النعيم : السعادة والجمع نعماء ، شقي : لم يسعد ،
أخاه : صاحبه.
الشرح :
الأوطان لا ترتفع إلا على أكتاف أبنائها المخلصين وذلك لأنه الرفعة والشرف لا ينالان إلا بالبذل والعطاء والجهد والعرق.
ولا قيمة لنعيم يسعد فيه إنسان ما لم يسعد به الآخرين لأنه سيعيش منبوذا.
التذوق :
ما يرفع الأوطان إلا رجالها : أسلوب قصر أداته النفي والاستثناء وهو يؤكد رفعة الوطن بفضل أبنائه المخلصين. وأتى برجالها دون نسائها للغلبة.
هل يترقى الناس إلا بسلم : أسلوب استفهام غرضه النفي وهنا تصوير جميل حيث صور حاجة الأوطان إلى جهد أبنائها بحاجة من يريد الصعود والرفعة إلى سلم.
يتقلب في النعيم : تعبير يدل على كثرة ألوان النعيم وفيه تصوير للنعيم بشيء مادي يتقلب فيه الإنسان (النعيم – شقى به) بينهما تضاد ويؤكد ضرورة أن يعم النعيم كل الناس ، والشطرة الثانية تعليل للشطرة الأولى.
تــدريـــــــب
س 1 : بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدها قلبي ويدعـو لها فمي
لا خير فيمن لا يحـــب بلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم
أ- هات مرادف " يمجدها " ومضاد " خير " وجمع " حليف " .
ب- " بلادي " ما قيمة الإضافة إلى ياء المتكلم ؟
ج- في البيت الأول ما علاقة الشطرة الثانية بالأولى ؟
د- من الذي يلومه الشاعر في البيت الثاني ؟ وما شروط الحب كما يراها الشاعر ؟
هـ- " يمجدها قلبي " ما الجمال في هذا التعبير ؟
س 2 : ومن تؤوه دار فيجـحد فضلـها يكن حيوانا فوقه كل أعجــم
ألم تر أن الطير إن جاء عشـه فآواه في أكــنافه يترنــم
ومن يظلم الأوطان أو ينس حقها تجئه فنون الحـادثات بأظلـم
أ- هات مرادف " يجحد " ومفرد " أكناف " وجمع " أعجم "
ب- ما مظاهر جحود فضل الوطن؟ وما الصورة التي رسمها لمن يجحد فضل الوطن؟
ج- ما حق الوطن على أبنائه ؟ وما جزاء من ينسى هذا الحق ؟
د- ما قيمة الاستفهام في البيت الثالث ؟
هـ- " دار " ما قيمتها نكرة ؟ وماذا أفاد التعبير بـ " فوقه كل أعجم " ؟
و- " يجئه فنون الحادثات بأظلم " وضح الجمال في هذا التعبير ؟
س 3 : وما يرفع الأوطان إلا رجـالها وهل يترقى الناس إلا بسلم
ومن يتقلب في النعيم شقى به إذا كان من أخاه غير منعـم
أ- هات مضاد " يترقى " وجمع " سلم " ومفرد " أوطان ".
ب- على من تقع مسئولية رفع الوطن ؟
ج- متى يكون النعيم شقاء لصاحبه ؟
د- " ما يرفع الأوطان إلا رجالها " ما الجمال في هذا التعبير ؟
هـ- في البيت الأول استفهام بين قيمته ؟
و- ما علاقة الشطرة الثانية بالأولى في البيت الثاني ؟
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
الإنتـــاج فــكـــر أم عمل
الدكتور زكي نجيب محمود
الدكتور زكي نجيب محمود : رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة ولقب بفيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة وهو من خلال النص يتحدث عن اتحاد الفكر والعمل والإيمان بما نعمل كي نحقق التقدم.
1- الإنسان صانع مفكر
" إنني لا أظن أن تاريخ الحياة الإنسانية منذ أول ظهورها قد شهد يوما واحدا كان الإنسان فيه مفكرا وناطقا باللغة التي تحمل فكره قبل أن يكون صانعا بيديه فهو مفكر صانع أو صانع مفكر في اللحظة عينها ولو كان لأحد الشقين أولوية نظرية على الأخرى فالأولوية للإنسان الصانع على الإنسان المفكر لأنه بصناعته يوفر لنفسه ضروريات الحياة الحيوانية الأولية التي سبقت كونه إنسانا. "
المعاني :
الشقين : الطرفين والجانبين ومفردها الشق ، أولوية : أسبقية ، يوفر : يهيئ ،
الأولية : البدائية الأولى أو الفطرية.
الشرح :
منذ وجد الإنسان على الأرض وهو يعمل ويفكر في ذات الوقت وذلك لأن العمل يحتاج دائما إلى فكر يخطط له كما أن الفكر بحاجة إلى يد تنفذه فالإنسان مفكر صانع أو صانع مفكر وإذا كان لأحدهما أن يسبق الأخر فإن العمل نظريا يسبق الفكر لأن الإنسان في الحقيقة كان محتاجا إلى العمل أولا ليوفر لنفسه ضروريات الحياة الحيوانية الأولية التي سبقت كونه إنسانا.
التذوق :
إنني لا أظن .. العبارة : تعبير يدل على اعتزاز الكاتب برأيه وعلى تحمله مسئولية الرأي وهي جملة مؤكدة بـ (إن – أن – قد)
كان الإنسان مفكرا وناطقا : تعبير يقوم دليلا على أعمال العقل منذ بداية الحياة.
اللغة التي تحمل فكره : تعبير جميل فقد صور اللغة شيئا يحمل.
صانعا بيديه : تعبير يقوم دليلا على أن الصناعة في بدايتها كانت يدوية ويظهر فضل اليدين في المجال الصناعي.
مفكر صانع أو صانع مفكر : تعبير يدل على الامتزاج بين الفكر والعمل.
لأنه بصناعته يوفر لنفسه ... : العبارة تعليل لقوله فالأولوية للإنسان الصانع.
الحياة الحيوانية الأولوية التي سبقت كونه إنسانا : إشارة إلى حياة الإنسان الأول في الغابة يصارع حيوانها ليدبر طعامه واحتياجاته اليومية.
لو .. : تؤكد على امتناع تقدم ( أسبقية ) أحد الجانبين على الآخر.
2- الفكر والعمل يمثلان وحدة اندماجية
" وقد اشتد الالتحام في عصرنا هذا بين جانبي الفكر والعمل ، وظهر ما يسمى بالوحدة الاندماجية بينهما ، ولكن هذه الوحدة تصاحبها عوامل لا هي من طبيعة العقل النظري ولا هي من طبيعة الأيدي العاملة في عوامل تنبثق من ينبوع آخر ، وهو نفسه ينبوع العقائد على اختلاف ضروبها "
المعاني :
الالتحام : الاندماج ، تنبثق : تنفجر وتخرج ، ينبوع : منبع والجمع ينابيع ،
ضروبها : أنواعها وأشكالها والمفرد ضرب.
الشرح :
وفي هذا العصر الحديث امتزج الفكر والعمل في وحدة اندماجية تنبع من ينبوع العقائد على اختلاف أنواعها وأشكالها سواء في الشرق أو الغرب.
التذوق :
اشتد الالتحام بين جانبي الفكر والعمل : تصوير يجسم كلا من الفكر والعمل بشيئين ماديين يندمجان معا.
ظهر ما يسمى بالوحدة الاندماجية : تعبير يدل على مدى الالتحام وهي نتيجة لما قبلها.
لا هي من طبيعة العقل النظري ولا هي من طبيعة الأيدي العاملة : بينهما تضاد في المعنى.
العقل النظري – الأيدي العاملة : يؤكد أن هذه الوحدة تنبع من ينبوع العقائد.
هذه الوحدة تصاحبها عوامل : تصوير يشخص كلا من الوحدة والعوامل بشخصيين بينهما صحبة وعلاقة.
عوامل تنبثق : تصوير للعوامل بماء يتفجر من باطن الأرض.
ينبوع العقائد : تعبير يصور فيه العقائد بنبع الماء الذي يتفجر بالخير لكل الناس.
3- القيم والعقائد توجه الفكر والعمل
" ومن أهم تلك العوامل المصاحبة مجموعة القيم التي نسير على هداها ، والأهداف التي نوجه السير نحوها ، فإذا كان الفكر والأيدي كافيين وحدهما لإنجاز عمل معين فإنه يبقى أن تعلم لماذا هذا العمل المعين دون سواه ؟ وإلى أي هدف هو ؟ ومثل هذه الأسئلة لا نجد الجواب إلا في تلك العوامل المصاحبة التي أشرنا إليها في وحدها التي تجعل للحياة العاملة معنى وذلك لأن العقل والعمل كليهما توجهه قيم إنسانية من أجل أهداف حضارية "
المعاني :
نسير : نتحرك ، هداها : هديها ، الأهداف : الغايات ومفردها الهدف ، إنجاز : إتمام ، دون سواه : دون غيره ، المصاحبة : الملازمة ، قيم : مبادئ ومفردها قيمة.
الشرح :
وعن طريق مجموعة القيم التي تتحرك في الحياة على هديها نستطيع أن نعرف لماذا نختار عملا بذاته دون سواه وأي هدف من الأهداف نحن سائرون إليه في هذا العمل وذلك لأن هذه القيم هي التي تجعل للحياة معنى وهي تحرك العقل والأيدي لتحقيق أهداف حضارية.
التذوق :
القيم التي نسير على هداها : تعبير جميل يصور القيم بمصابيح منيرة نهتدي بها إلى الطريق الآمن في الظلام.
الأهداف التي توجه السير نحوها : تعبير يفيد وعي الإنسان بأهدافه.
لماذا هذا العمل المعين دون سواه : استفهام يفيد معنى الحيرة والتعجب.
إلى أي هدف هو : استفهام يفيد معنى الحيرة.
لا نجد الجواب إلا : قصر يفيد التخصيص والتوكيد وهو يدل على أن العوامل المصاحبة وحدها هي التي تنير الطريق.
لأن العمل والعقل توجه قيم إنسانية : صور القيم مرشدا وموجها.
4- الإيمان بالعمل يشجع على تحمل عنائه
" إن هذا الينبوع الآخر الذي تنبثق منه العوامل المصاحبة لدنيا العمل هو شرط أساسي لكي يكون العمل دعامة ثقافية حضارية معا ، أنه الإيمان الذي بغيره يسود السأم ويسود القلق في نفوس العاملين لأن الحياة العاملة عندئذ تفقد معناها لفقدانها ما يبررها ، ذلك هو الإيمان بالقيم والأهداف التي تفرزها الفترة المعينة في الحضارة المعينة فيكفي مثلا أن يؤمن العاملون بأنهم إنما يعملون – لا لكسب العيش وحده – بل يعملون ليقيموا للوطن مجده ، أو لينشروا رسالة دينية أو ليهيئوا لأبنائهم حياة أفضل ، أو ما شاء لهم موقعهم الحضاري أن يعملوا من أجله ... أقول إنه ليكفي أن يبث في النفوس إيمان كهذا ، ليجد العاملون ما يبرر عناء العمل. "
المعاني :
دعامة : ركيزة وعماد يقوم عليها البناء وجمعها دعائم ، يسود : يعم وينتشر ،
السأم : الملل ، يبررها : يقنع الناس بها ، تفرزها : تنتجها ، يهيئ : يعد ويرتب ، يبث : ينشر ، عناء : جهد وتعب ومشقة.
الشرح :
إن الإيمان بالقيم والأهداف هو الذي يجعل العمل ركيزة ثقافية ودعامة حضارية لأنه بدون هذا الإيمان يسود الملل ويعم القلق حياة الناس العاملين – فكيف ؟ مثلا أن يؤمن العاملون بأنهم لا يعملون لمجرد كسب العيش وحده ، وإنما يعملون ليقيموا مجد الوطن أو لينشروا رسالة دينية أو ليهيئوا لأبنائهم حياة أفضل أو غير ذلك مما يبرر عناء العمل ويقنعهم بضرورة إنجازه.
التذوق :
هذا الينبوع الذي تنبثق منه عوامل : تصوير جميل يجسم العوامل بماء يتفجر من الينبوع.
العوامل المصاحبة لدنيا العمل : تعبير يفيد ملازمة هذه العوامل للعمل ويبين أهميتها له.
العمل دعامة ثقافية حضارية : تعبير يجسم كلا من الثقافة والحضارة ببناء شامخ كما يجسم العمل بدعامة يقوم عليها البناء.
يسود السأم – يسود القلق : بينهما ترادف ترادف يقوي المعنى والفعل يوحي بالعموم والقلق توحي بعدم الاستقرار.
القيم والأهداف التي تفرزها الفترة الزمنية : تصوير جميل يشخص الزمن بإنسان ويجسم القيم والأهداف بمواد يفرزها الزمن.
ليقيموا للوطن مجده : تصوير يجسم المجد بناء قويا شامخا يقيمه العمل ويجدون في تشييده وهي تعليل لما قبلها.
يبث في النفوس إيمان : تعبير يفيد معنى نشبع الناس بهذا الإيمان واقتناعها به والفعل (يبث) يوحي بكثرة الانتشار.
عناء العمل : تعبير يصور العمل عبئا ثقيلا يتعب أكتاف حاملة والفعل يوحي بالمشقة والجهد والتعب.
مع أطيب الأمنيات بالتفوق
بسم الله الرحمن الرحيم
نيلنا العظيم
للشاعر محمد التهامي
التعريف بالشاعر:
ولد الشاعر محمد التهامي في محافظة المنوفية سنة 1922 م وقد التحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية. وقد مارس المحاماة ثم اتجه إلى الصحافة ، وأصبح مدير لتحرير جريدة الجمهورية ثم مستشارا لجامعة الدول العربية فرئيسا لمكتبها بمدريد ، ونال جائزة الدولة التقديرية سنة 1994 م ، وله عدة دواوين منها أغنيات لعشاق الوطن وأغنيات عربية.
طف بالرمال وأحيها يا نيل ما أنت – يا سر الحياة – بخيل
المعاني :
طف : سر وتحول والمراد أغمرها بالماء والعكس اثبت وتوقف ، أحيها : ابعث فيها الحياة والمراد خضرها بالزرع والعكس أهلكها ، سر الحياة : مبعثها.
الشرح :
أيها النيل العظيم يا سر الحياة على أرض مصر اغمر الرمال بمياهك وابعث فيها الخصب فأنت كريم لا نعرف عنك صفة البخل.
التذوق :
طف بالرمال : يصور النيل إنسانا قادرا على الحركة يخاطبه واستخدام الفعل " طف " يوحي بقداسة رمال مصر كما يوحي بالحركة والنشاط. وهو أسلوب أمر غرضه التمني والرجاء.
وأحيها : أمر آخر للتمني والرجاء وفيه تصوير لاخضرار الأرض بعملية الإحياء ، واستخدام حرف العطف " الواو " يفيد معنى المصاحبة وجاء هذا التعبير نتيجة للأمر الذي سبقه.
يا نيل : أسلوب نداء للتعظيم وبيان سمو منزلة النيل عند الشاعر وفيه تشخيص للنيل بإنسان يناديه وهذا التشخيص يفيد استحضار صورة النيل.
ما أنت بخيل : صور النيل إنسانا ينفي عنه صفة البخل وهو هنا يؤكد له صفة الكرم.
يا سر الحياة : نداء للتعظيم واستخدام ضمير الخطاب يفيد استحضار صورة النيل وهو تعبير يظهر فضل النيل على مصر.
وانثر بها القبل العذاب على الثرى يبعث مواتا فوقـها التقبــيل
المعاني :
انثر : انشر ووزع ، القبل : جمع قبلة والمراد دفعات الحياة ، العذاب : الحلوة الطيبة والمفرد العذبة ، الثرى : التراب ، يبعث : يحيي والعكس يميت ويهلك ، مواتا : المراد بوارا وهي الأرض التي لم تنبت.
الشرح :
وزع مياهك العذبة على تراب مصر فهي مشتاقة إليه حتى تبعث فوقها الخضرة والنضارة.
التذوق :
انثر : أسلوب أمر غرضه التمني والرجاء وهو يوحي باتساع الرقعة التي يرويها النيل.
القبل العذاب : صور النيل عاشقا لتراب مصر يقبلها وهذا التصوير يبرز قوة العلاقة بين الأرض والماء ، واستخدام كلمة العذاب جاءت لتتناسب مع موصوفها الأصلي ، ويمكن القول بأنه صور دفعات المياه بالقبلات وصور مياه النيل بشراب حلو يغذي أرض مصر.
يبعث مواتا : تعبير يظهر فضل النيل وأثره الطيب على أرض مصر ويصور اخضرار الأرض القاحلة ببعث الحياة فيها. وبينهما تضاد يبرز فضل النيل.
فوقها : تعبير يوحي بتجميل سطح الأرض وليس باطنها.
أجراك ربك بالحياة وطالما نبتت حياة الناس حيث تسيل
المعاني :
أجراك :أسالك ، طالما : كثيرا والعكس قلما ، نبتت : ظهرت ، تسيل : تجري وتنساب.
الشرح :
ولقد جعل الله الحياة تسير في ركابك فحيثما حللت عاش الناس وعمروا الأرض.
التذوق :
أجراك ربك : تشخيص للنيل بإنسان يناجيه والخطاب فيه استحضار لصورة النيل وهو تعبير يوجب شكر الله وضرورة المحافظة على ماء النيل.
طالما : توحي بالكثرة والدوام.
نبتت حياة الناس : تصوير لحياة الناس بالزرع وهو يدل على ارتباط حياة الناس بالنيل واستخدام (نبتت) توحي بالحيوية.
تسيل : مضارع للتجدد والاستمرار وهو يوحي بالهدوء ودوام الخير وكثرة العطاء.
وحباك قدرة صانع هذا الثرى فمضت يميـنك للجــبال تهيل
المعاني :
حباك : أعطاك ومنحك ، قدرة : استطاعة والعكس عجز ، صانع هذا الثرى : المراد تشكيله وتجديد تربته ، مضت : اندفعت وتحركت ، يمينك : يدك والجمع (أيمن وإيمان وأيامن) ، تهيل : تحرك أسفلها فتسقط من أعلاها والمراد تهد وتنهار.
الشرح :
وقد منحك الله أيها النيل مقدرة هائلة على تفتيت الجبال ودفعها في مجراك طميا يشكل وجه الأرض ويجدد من خصوبتها.
التذوق :
( حباك قدرة ) تصوير للنيل إنسانا يخاطبه والخطاب لاستحضار الصورة وهو يفيد اختصاص الله النيل بهذه القدرة.
قدرة صانع هذا الثرى : تصوير النيل بصانع ماهر جدد تربة مصر وكأنه يصنع المعجزات.
فمضت يمينك للجبال تهيل : تشخيص للنيل حيث صوره بإنسان قوي قادر على تفتيت الجبال وهذا يوحي بقوة تدفقه واندفاعه. واستخدام كلمة يمينك يحوي بالبركة والخير ، والفاء تفيد السرعة.
فإذا بهي وهي الشوامخ تنحني وإذا بها في راحتـــيك سهول
المعاني :
الشوامخ : المرتفعة العالية والمفرد شامخ وشامخة ، تنحني : تميل وتتواضع ،
راحتيك : المراد كفيك والمفرد راحة ، سهول : أرض مستوية والمفرد سهل.
الشرح :
إن قدرتك الهائلة قد جعلت هذه الجبال الشامخة تنحني أمامك وتخضع لك فتتحول بين يديك سهولا منبسطة.
التذوق :
البيت نتيجة للبيت الذي سبقه.
إذا بها وهي الشوامخ تنحني : تصوير الجبال بإنسان ينحني أمام قوة النيل وهو تصوير يدل على استسلام الجبال وخضوعها. واستخدام (شوامخ) توحي بالكبرياء وكلمة (تنحني) توحي بالخضوع ، وبين الكلمتين تضاد يؤكد قوة النيل ، وبين (الجبال وسهول) تضاد يبرز قدرة النيل على تسوية الأرض. واستخدام أداة الشرط (إذا) تفيد المفاجأة والثبوت والتحقق.
إذا بها في راحتيك سهول : نتيجة للشطرة الأولى وفيه تصوير النيل بإنسان له كفان.
وإذا الصحاري القفر تفتح صدرها وتصول أنـت بصدرها وتجول
المعاني :
الصحاري : جمع لكلمة صحراء وهي الأرض القاحلة ، القفر : الأرض الخالية من الحياة والجمع "قفار وقفور" ، تفتح صدرها : تحتضنه وتحسن استقباله ، تصول : تثب ، تجول : تطوف والمراد تتحرك بلا تعب.
الشرح :
ويتدفق ماؤك في الصحاري القاحلة فتفتح صدرها لك مستسلمة لتتحرك فيها كما تشاء في كل أرجائها.
التذوق :
الصحاري القفر تفتح صدرها : صور الصحراء بفتاة تشتاق إلى ماء النيل وفي هذا إيحاء بتعطش الصحراء لماء النيل وشوقها إليه. واستخدام كلمة (القفر) تؤكد على قبح الصحراء. كما أن التعبير يدل على ترحيب الصحراء بماء النيل.
وتصول أنت في صدرها وتجول : صور النيل بإنسان حر الحركة واستخدام الخطاب لاستحضار الصورة وتكرار ضمير الخطاب يفيد التوكيد ، واستخدام (تصول وتجول) يوحيان بحرية الحركة وبينهما تجانس لفظي يعطي تناغما موسيقيا جميلا.
وتحيلها وهي العبوس بشاشة خضراء يقطـر ريقها المعسول
المعاني :
تحيلها : تحولها ، العبوس : المقطبة الجبين المكشرة ، بشاشة : فرحا وبهجة ،
يقطر ريقها : يسيل رحيقها ، المعسول : الحلو.
الشرح :
وإذا بمياهك تحول الصحاري القاحلة إلى مزارع خضراء وجنات حلوة الثمار.
التذوق :
تحيلها وهي العبوس بشاشة : صور الصحراء قبل وصول ماء النيل إليها بوجه عبوس ، كما صور الصحراء بعد وصول ماء النيل إليها بوجه باش مستبشر ، والتصور يدل على قدرة النيل الهائلة وأثره العظيم ، واستخدام (عبوس) للتنفير وبيان قبح الصحراء و(بشاشة) للتفاؤل والابتهاج وبين الكلمتين تضاد يبين قدرة النيل الهائلة على الخير والنماء.
يقطر ريقها المعسول : تصوير لرحيق الأزهار وطعم الثمار الحلو بالريق المعسول واستخدام كلمة المعسول توحي بطيب ما تنتجه الأرض من خيرات. واستخدام الفعل (يقطر) يوحي بكثرة الثمار والأزهار وهو مضارع للتجدد والاستمرار.
وجرى النماء وراء خطوك ما استوى يمضي وإن مال المســير يميل
المعاني :
النماء : الخير والبركة والزيادة والعكس النقصان ، وراء خطوك : خلف جريانك ، استوى : استقام واعتدل ، يمضي : يذهب ويسير ، مال : انحرف.
الشرح :
وهكذا فإن الخير يجري من خلفك حيث تسير ويتبع خطواتك أينما تمضي ويميل معك سواء أكنت مستقيما أو مائلا.
التذوق :
جرى النماء وراء خطوك : شخص النماء وجعله إنسانا قادرا على الحركة وشخص النيل وجعله إنسانا له خطوات سريعة وهذا يدل على ارتباط الخير بالنيل.
ما استوى ... مال المسير : بينهما تضاد يؤكد على قدرة النيل ويوحي بانتشار الخير ويبرز دراية الشاعر بخريطة مصر حيث أبرز كثرة تعاريج النيل.
أبدعت حين بنيتــها مزدانة ما فاتك التزيـين والتجمــيل
المعاني :
أبدعت : أحسنت وابتكرت ، مزدانة : مزينة ، فاتك : غاب عنك ، التزيين : الإبداع