A.E.A.T.Q

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يجمع بين العلم و المعرفة يخدم جميع أبناءنا فى الداخل و الخارج و يمكنهم من التواصل بين أبائهم و معلميهم


    تفسير سورة يس part )2)

    ياسمينا
    ياسمينا


    عدد المساهمات : 13
    تاريخ التسجيل : 10/03/2010
    العمر : 27
    الموقع : امام الكمبيوتر

    تفسير سورة يس part )2) Empty تفسير سورة يس part )2)

    مُساهمة  ياسمينا الإثنين 15 مارس - 13:45

    ((إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ)).
    إذ أرسل الله إلى أهل القرية رسولين يدعونهم لإفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه، فكذب أهل القرية الرسولين، فأيد الله الرسولين وقواهما برسول ثالث، فأخبر الثلاثة أهل القرية أن الله أرسلهم إليهم بدعوة التوحيد.
    ((قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ)).
    فرد أهل القرية على الرسل وقالوا لهم: ما أنتم إلا أناس مثلنا ولا فضل لكم علينا، والله لم ينزل وحياً على أحد من الناس، وأنتم -أيها الرسل- تكذبون على الله، صان الله رسله عليهم السلام عن هذا البهتان.
    ((قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ)).
    قال الرسل لقومهم: الله ربنا الذي أرسلنا يعلم إنا إليكم لمرسلون، ولم نكذب على الله ولم ندع ذلك من أنفسنا.
    ((وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)).
    والواجب علينا تبليغ رسالة الله بالبيان التام، وهذا عملنا، أما هدايتكم فعلى الله إذا شاء وليست علينا.
    ((قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ)).
    فرد أهل القرية على الرسل قائلين: إنا متشائمون منكم ومما جئتم به، لئن لم تتركوا دعوتنا وإنذارنا لنرمينكم بالحجارة حتى نقتلكم، ولينالنكم منا عذاب شديد موجع.
    ((قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ)).
    قال الرسل لقومهم: شؤمكم أنتم من أنفسكم ومن أعمالكم القبيحة كالشرك والمعاصي ولا تحيط إلا بكم، إذا نصحتم لما فيه صلاحكم وفلاحكم تشاءمتم منا وتوعدتمونا بالرجم والنكال؟
    بل أنتم متجاوزون للحدود في العصيان والطغيان.
    ((وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)).
    وجاء من محل بعيد في المدينة رجل مسرع لما بلغه أن أصحاب القرية عزموا على قتل الرسل والتنكيل بهم، فحذر قومه وقال: يا قومي! صدقوا الرسل واتبعوهم فإنهم على بينة من ربهم.
    ((اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ)).
    اتبعوا يا قومي رسل الله الذين لا يطلبون منكم أجرة على رسالتهم ودعوتهم، وهم على صواب ورشد فيما يدعون إليه من إخلاص العبادة لله والنهي عن الإشراك به، وفي هذا فضل الداعية إلى الله، وأما مرتبة الدعوة إليه سبحانه فهي من أشرف مراتب العبودية.
    ((وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)).
    وماذا يمنعني من عبادة الله وحده وإخلاص الطاعة له وعدم الإشراك به، وهو الذي خلقني وإليه يعود الناس أجمعون.
    ((أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلا يُنقِذُونِ)).
    كيف أعبد من دون الله آلهة أخرى من الأصنام والأوثان لا تملك لي نفعاً ولا تدفع عني ضراً، إن يردني الرحمن بسوء فلن تدفع عني الآلهة هذا السوء ولا تنجيني مما أنا فيه.
    ((إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)).
    إني لو اتخذت آلهة من دون الله لفي ضلال بين وخطأ ظاهر وانصراف عن الحق.
    ((إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ)).
    إني آمنت بربكم الله الذي لا إله إلا هو وأخلصت العبادة له، فاستمعوا لما أقول لكم سماع قبول واستجابة، وأطيعوني فيما دعوتكم إليه من توحيد الله وإخلاص العبادة له، قلما انتهى من كلامه قاموا إليه فقتلوه فتقبله الله شهيداً وأدخله الجنة.
    ((قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)).
    قيل له بعدما قتل في سبيل الله من أجل إعلاء كلمته: ادخل الجنة مكرماً في حبور وسرور وقرة عين، قال وهو في الجنة: يا ليت أن قومي يعلمون ما أنا فيه من السعادة والكرامة.
    ((بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)).
    وليتهم يعلمون بأن ربي غفر ذنبي وأكرمني ورفع منزلتي؛ لأني آمنت به وأخلصت العبادة له واتبعت رسله، فلعلهم إذا علموا ذلك أن يستجيبوا لرسل الله فيدخلوا الجنة مثلما دخلتها، فجزاه الله خيراً، ما أنصحه لقومه حياً وميتاً، وهكذا فليكن الداعية يحب الخير للجميع.
    ((وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ)).
    وما استدعى الأمر إنزال جنود من السماء لتقابل هؤلاء الكفار لما كذبوا وقتلوا الداعية إلى الله، فالأمر أيسر من ذلك وهم أهون وأضعف من أن ينزل عليهم جندٌ من السماء، وما كان الله لينزل الملائكة على المكذبين لإهلاكهم بل يبعث عليهم عذاباً يبيدهم به.
    ((إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ)).
    ما كان أخذهم وتدميرهم إلا بصيحة واحدة فإذا هم ميتون لا حركة لهم ولا أثر.
    ((يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)).
    يا حسرة الناس ويا ندامة العباد يوم العرض الأكبر إذا شاهدوا تلك الأهوال، ما يأتي الناس من رسول من عند الله يدعوهم إلى توحيده إلا سخروا منه واستهزؤوا به.
    ((أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ)).
    ألم يشاهد الكفار فيعتبروا كم من القرون أهلكهم الله ولم يعودوا إلى هذه الحياة الدنيا؟
    ((وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ)).
    وكل هذه القرون التي أهلكها الله والأمم التي أبادها سوف يحضرون كلهم ليوم الحساب ليجازيهم الله على ما فعلوا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر - 19:42