((وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ)).
واتخذ الكفار من دون الله أصناماً وأوثاناً يعبدونها رجاء نصر هذه الآلهة لهم والدفاع عنهم.
((لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ)).
لا تقدر هذه الأصنام والأوثان على نصرة من عبدها كما أنها لا تنتصر لنفسها، والكفار مع ما يعبدون من الأصنام والأوثان محضرون عند الله للعذاب وعندئذ يتبرأ بعضهم من بعض.
((فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)).
فلا يحزنك -أيها النبي- قول الكفار من التكذيب والاستهزاء والسخرية، إن الله يعلم ما أخفوا وما أظهروا وما أسروا وما أعلنوا، وسوف يحاسبهم على ذلك.
((أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)).
أولم ير الإنسان الجاحد ليوم القيامة والبعث بعد الموت كيف ابتدأ الله خلقه من نطفة، ثم ترقت به أحوال الخلق حتى صار رجلاً فتحول إلى جاحد معاند كثير الخصومة شديد الجدال؟
((وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)).
وضرب المنكر الجاحد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم مثلاً لا يجوز له أن يضربه؛ لأنه جعل قدرة الرحمن كقدرة الإنسان وأغفل أصل نشأته هو، فقال منكراً للبعث من يحيي العظام إذا بليت وتفتت؟
((قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)).
فأجب هذا الجاحد -أيها النبي- وقل له: يحيي هذه العظام بعدما تبلى وتتفتت الذي أنشأها أول مرة، والإحياء بعد الموت أهون من الإنشاء من العدم، وهو سبحانه عالم بجميع خلقه لا يخفى عليه من أقوالهم ولا أعمالهم شيء.
((الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)).
الله الذي أخرج من الأشجار الخضر الطرية الندية الرطبة ناراً محرقة موقدة، فانظر كيف جمع بين الضدين جل في علاه، فإذا الناس يوقدون النار من الشجر الأخضر، فمن هذا فعله فهو قادر على إخراج الضد من الضد، وفي هذا برهان على قدرة الله في إحياء الموتى من قبورهم.
((أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)).
أو ليس الله الذي خلق السموات والأرض وما فيهما وما بينهما لقادر على أن يخلق مثلهم فيعيدهم كما أنشأهم أول مرة؟
بلى إنه سبحانه قادر على ذلك، وهو الخلاق لكل مخلوق بحكمة وإتقان، العليم بخلقه المطلع على سرهم وعلانيتهم لا تغيب عنه غائبة.
((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)).
إنما أمر الله إذا أراد أن يفعل شيئاً أو ينفذ أمراً أو يخلق خلقاً أن يقول له: (كن) فيكون، ومن ذلك الخلق والتقدير والحياة والموت والبعث والنشور.
((فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)).
فتنزه الله عن أقوال المشركين وتقدس عن العيب وتعالى عن العجز والإشراك به، فهو المالك لكل الكائنات، المصرف لكل المخلوقات، المقدر لكل الحادثات، فلا ينازعه في الخلق أحد ولا يشاركه في الحكم بشر، بهرت معجزاته، وظهرت آياته، وكملت قدرته، وتمت نعمته، وإليه يعود العباد يوم المعاد؛ ليجازيهم على كل صلاح وفساد.
منقول عن الشيخ عائض القرني من كتاب ..التفسير الميسر
واتخذ الكفار من دون الله أصناماً وأوثاناً يعبدونها رجاء نصر هذه الآلهة لهم والدفاع عنهم.
((لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ)).
لا تقدر هذه الأصنام والأوثان على نصرة من عبدها كما أنها لا تنتصر لنفسها، والكفار مع ما يعبدون من الأصنام والأوثان محضرون عند الله للعذاب وعندئذ يتبرأ بعضهم من بعض.
((فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ)).
فلا يحزنك -أيها النبي- قول الكفار من التكذيب والاستهزاء والسخرية، إن الله يعلم ما أخفوا وما أظهروا وما أسروا وما أعلنوا، وسوف يحاسبهم على ذلك.
((أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ)).
أولم ير الإنسان الجاحد ليوم القيامة والبعث بعد الموت كيف ابتدأ الله خلقه من نطفة، ثم ترقت به أحوال الخلق حتى صار رجلاً فتحول إلى جاحد معاند كثير الخصومة شديد الجدال؟
((وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)).
وضرب المنكر الجاحد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم مثلاً لا يجوز له أن يضربه؛ لأنه جعل قدرة الرحمن كقدرة الإنسان وأغفل أصل نشأته هو، فقال منكراً للبعث من يحيي العظام إذا بليت وتفتت؟
((قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)).
فأجب هذا الجاحد -أيها النبي- وقل له: يحيي هذه العظام بعدما تبلى وتتفتت الذي أنشأها أول مرة، والإحياء بعد الموت أهون من الإنشاء من العدم، وهو سبحانه عالم بجميع خلقه لا يخفى عليه من أقوالهم ولا أعمالهم شيء.
((الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ)).
الله الذي أخرج من الأشجار الخضر الطرية الندية الرطبة ناراً محرقة موقدة، فانظر كيف جمع بين الضدين جل في علاه، فإذا الناس يوقدون النار من الشجر الأخضر، فمن هذا فعله فهو قادر على إخراج الضد من الضد، وفي هذا برهان على قدرة الله في إحياء الموتى من قبورهم.
((أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)).
أو ليس الله الذي خلق السموات والأرض وما فيهما وما بينهما لقادر على أن يخلق مثلهم فيعيدهم كما أنشأهم أول مرة؟
بلى إنه سبحانه قادر على ذلك، وهو الخلاق لكل مخلوق بحكمة وإتقان، العليم بخلقه المطلع على سرهم وعلانيتهم لا تغيب عنه غائبة.
((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)).
إنما أمر الله إذا أراد أن يفعل شيئاً أو ينفذ أمراً أو يخلق خلقاً أن يقول له: (كن) فيكون، ومن ذلك الخلق والتقدير والحياة والموت والبعث والنشور.
((فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)).
فتنزه الله عن أقوال المشركين وتقدس عن العيب وتعالى عن العجز والإشراك به، فهو المالك لكل الكائنات، المصرف لكل المخلوقات، المقدر لكل الحادثات، فلا ينازعه في الخلق أحد ولا يشاركه في الحكم بشر، بهرت معجزاته، وظهرت آياته، وكملت قدرته، وتمت نعمته، وإليه يعود العباد يوم المعاد؛ ليجازيهم على كل صلاح وفساد.
منقول عن الشيخ عائض القرني من كتاب ..التفسير الميسر