A.E.A.T.Q

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يجمع بين العلم و المعرفة يخدم جميع أبناءنا فى الداخل و الخارج و يمكنهم من التواصل بين أبائهم و معلميهم


    تفسير سورة يس part4

    ياسمينا
    ياسمينا


    عدد المساهمات : 13
    تاريخ التسجيل : 10/03/2010
    العمر : 27
    الموقع : امام الكمبيوتر

    تفسير سورة يس part4 Empty تفسير سورة يس part4

    مُساهمة  ياسمينا الإثنين 15 مارس - 13:59

    ((وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ)).
    وبرهان لهؤلاء الكفار على قدرة الله على إحياء الموتى: هذه الأرض الجدباء اليابسة التي لا نبت فيها، يحييها الله بالنبات الأخضر بعد إنزال الماء من السماء عليها، فيخرج من الأرض بالماء أنواع الثمار والحبوب، يأكل منها الإنسان والحيوان، ومن أحيا الأرض بالنبات أحيا الخلق بعد الممات.
    ((وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ)).
    وجعل الله في الأرض بساتين خضراء وحدائق غناء من نخيل وأعناب، وفجر فيها من عيون الماء ما يسقيها.
    ((لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ)).
    والله خلق ذلك كله ليأكل الناس من ثمره ويستعينوا بها على شكره، وهذا رحمة منه سبحانه وفضل منه لا بسبب سعي الناس ولا بحولهم ولا بقوتهم ولا بكدهم، فلماذا لا يشكرون الله على نعمه بطاعته وإخلاص العبادة له وعدم الإشراك به، وشكر المنعم واجب والمنعم حقيقة هو الله وحده.
    ((سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ)).
    تنزه الله الماجد وتقدس الله العظيم وتبارك اسمه الذي خلق الأنواع والأصناف جميعها من الأشجار والثمار والحبوب ومن الناس ذكورا وإناثا، ومما لا يعلم الناس من سائر المخلوقات ومختلف أنواع الكائنات، فلما انفرد الله بالخلق استحق أن يعبد وحده لا يشرك به شيء.
    ((وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ)).
    وبرهان للكفار على قدرة الواحد القهار: آية الليل كيف ينزع الله منه النهار بغروب الشمس فإذا الناس في ظلمة حالكة.
    ((وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)).
    وبرهان للكفار على قدرة الواحد القهار: هذه الشمس تسعى إلى مستقر قدره الله لها فلا تتعداه ولا تقف دونه، هذا التقدير والتوقيت هو من حكمة العزيز الذي يعز من والاه ويذل من عاداه، عزيز لا يغالب، وهو العليم الذي يقدر الأشياء بعلم وحكمة.
    ((وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)).
    ومن البراهين الدالة على قدرة الواحد القهار: هذا القمر؛ قدر الله سيره منازل ينزلها كل ليلة، يبدأ هلالاً ثم يكبر شيئاً فشيئاً حتى يصبح بدراً منيراً مستديراً، ثم يعود شيئاً فشيئاً حتى يصغر مثل عذق النخلة المنحني في الرقة والضعف والصفرة بجفافه ويبسه.
    ((لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)).
    لا يمكن للشمس أن تلحق بالقمر فتمحو نوره؛ لأن لها مجرى غير مجراه ومنازل غير منازله؛ فهي تسير بتوقيت من الله محدد والقمر كذلك، ولا يمكن لليل أن يسبق النهار فيدخل عليه قبل أن ينتهي وقته وتكتمل ساعاته، فوقت النهار معلوم محدد يزيد وينقص بحساب من الله، وكذلك الليل، وكل من الشمس والقمر والنجوم والكواكب في مدارات معلومة تجري لا تصطدم ببعضها، قد علم الله مسارها وقدر منازلها جل في علاه.
    ((وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)).
    وبرهان لهم على تفرد الله بالربوبية والألوهية واستحقاقه للعبودية، أنه سبحانه حمل من نجى من ولد آدم في سفينة نوح المملوءة بأصناف المخلوقات؛ ليبقى نوع الخلق بعد الطوفان، فحمايتهم من الغرق وهدايتهم للإيمان فضل من الله تعالى.
    ((وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ)).
    وخلق الله للبشر مثل سفينة نوح كثيراً من السفن والمراكب لنقلهم وحمل أرزاقهم وتسهيل أسفارهم.
    ((وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ)).
    وإذا أراد الله أغرق السفن بمن عليها، فلا يجدون منقذاً لهم من الغرق ولا منجداً لهم من الهلاك ولا هم ينجون بأنفسهم.
    ((إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ)).
    إلا أن يرحمهم الله فيحميهم من الغرق والهلاك ويمتعهم بنعمه إلى وقت محدد هو انتهاء أعمالهم لعلهم يتوبون ويؤمنون.
    ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)).
    وإذا قيل للكفار: خافوا عذاب الآخرة بالإيمان والعمل الصالح واحذروا تقلبات الدنيا ومصائبها لعل الله أن يرحمكم بصرف العذاب عنكم، حينها يعرضون ولا يستجيبون.
    ((وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ)).
    وما يجيء هؤلاء الكفار من برهان واضح من عند الله يدلهم على الحق ويبين لهم الرشد إلا أهملوا النظر فيه وغفلوا عنه.
    ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)).
    وإذا قيل للكفار: أنفقوا مما تفضل الله به عليكم من النعم ردوا على المؤمنين معاندين: كيف نطعم أناساً لو أراد الله أن يطعمهم أطعمهم وهم خلقه وهو غني؟
    ما أنتم -أيها المؤمنون- إلا في بعد عن الحق وذهاب عن الرشد لأمركم لنا بذلك

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر - 19:40