البلوتوث سلاح ذو حدين ..كيف نستفيد من التقنية دون أوجاع ؟!
مثل النارعندما تسري في الهشيم انتشرت صورة أزهار التي التقطتها لها صديقتها أفراح بكاميرا تلفونها في إحدى الجلسات الخاصة التي اعتدن ترتيبها من وقت إلى آخر في منزلهم.
كانت أزهار تعتقد أن صديقتها أفراح ستقوم بحذف صورتها بمجرد انتهاء الجلسة ولم تتصور في يوما أن تلك الصور ستنتشر، وتصبح في متناول كثيرين في غضون أقل من شهر، بل وتصل إلى هاتف خالها عبر تقنية البلوتوث.. ولكم أن تتصوروا بقية تفاصيل ما حدث.!
جن جنون خالها، واعتبر الأمر برمته جريمة لا تغتفر بحق العائلة، ورغم سيل المبررات التي قدمتها أزهار ، إلا أنها لم تشفع لها أمام عائلتها من جريمة تتصل اتصال مباشر بالشرف، كادت أن تقضي على مستقبلها وربما حياتها.
ماتعرضت له أزهار من موقف قد يتكرر مع أي منا بسبب التهاون في التعامل مع تكنولوجيا العصر، فبعد أن مسحت أفراح الصور لم تتنبه لبقاء إحداها في الهاتف، وما إن جاء شقيقها يقلب في الصور حتى بدأ بإرسالها إلى هاتفه المحمول ظنا منه إنها إحدى الصور التي اعتاد الشباب تبادلها في هواتفهم عبر تقنية البلوتوث.
ويكشف واقع الحال عن وجود الكثير من القصص والحكايات التي فاحت روائحها، وبات بالإمكان السماع بها والإطلاع على تفاصيلها عبر الكثير من القنوات وخاصة عبر شبكة الانترنت العنكبوتية، وآخرها قيام أحدهم من باب الإذلال بتصوير فتاة بينما هو يمارس معها الرذيلة ونشر أحداث الواقعة على شبكات الانترنت ليطلع عليها القاصي والداني فما كان من الفتاة هروبا من الفضيحة إلا الإنتحار.
كما يكشف الواقع عن وجود الكثير من شباب اليوم ممن يتفاخرون فيما بينهم بامتلاك آخر الصور وأكثرها وأحدثها، المتحرك منها وغير المتحرك قبل أن يتبادلونها مجانا عبر تقنية البلوتوث، لكن ما يهمنا في هذا التحقيق ليس سرد هذه الحكايات بقدر ما يهمنا الإجابة على الكثير من التساؤلات التي يثيرها هذا الموضوع.
ترى أسماء أن" البلوتوث "أصبح يشكل تهديدا لبيوتنا بالخراب"المستعجل"ويحتاج إلى وقفة وتحذير،لنتجنب هذا ، فبما أن كل شيئ في الحياة يحمل وجهين يمثلان الخير والشر، كذلك هو الموبايل وسيلة التواصل الأسرع .
أما محمد احمد جامعي فيعتبر تقنية "البلوتوث" من التقنيات الحديثة التي سخرها العلم الحديث لخدمة الإنسانية وتطورها وهي بلا شك مهمة ومفيدة جدا في حال استخدامها بشكل صحيح فهي كغيرها من كل التقنيات الحديثة التي يستفاد منها حاليا، فهي تقنية متطورة جدا تساهم في نقل العلم والمعرفة من مكان إلى آخر في ثواني معدودة، وهذه التقنية في حد ذاتها سلاح ذو حدين وممكن ان تكون مفيدة وممكن ان تكون ضارة ، ويمكن استعمالها في الخير أو في الشر ، المهم ان يكون داخل الفرد الرغبة للخير والوازع الديني والعمل لما فيه المصلحة والتطور والرقي .
لكن محمد عبد الولي باحث أبدى استغرابه من وجود تلك الصور وانتشارها بين الشباب ،فكثير من ا لشباب لايجيدون استخدام الموبايل ولايدركون أنذلك جزء من الثقافة الشخصية، وأن من اسباب انتشار هذه الظاهرة هي الأمية حول ما تقدمه هذه التقنية من خدمات والاكتفاء بملاحقة الشكل والحجم و"البرستيج "دون أدنى معرفة او دراسة مسبقة عن مدى مطابقة خدماتالجهاز مع احتياجات المقتني له ، ويجب مواكبة التقدم السريع في عالم تكنولوجيا الموبايل بالوعي والمعرفة الكاملة بكيفية التعامل معه والاستفادة منه.
تداول الصور والأفلام المخلة تعتبر سلوك شخصي ولا يعبر عن الناس كافة بحسب عبد الولي مهدي صاحب مركز اتصالات الذي يقول "البعض يمثل لديهم هذه الخدمة الحدث الأهم والطريقة المفضلة للتعارف وهناك من الشباب المنحرف من يخل بالمقومات والضوابط الاجتماعية باستخدام هذه التقنية بطريقة سيئة ، لابد من وجود وسائل وآليات للوقاية والتصدي لهذه الظاهرة.
تشاركه وجهة النظر حنين وندى -طالبتين جامعيتين - فتضيفا " اختراع البلوثوث ظهر للفائدة الايجابية ولكن سوء استخدامه من قبل بعض الناس أدى إلى الابتعاد عنه وتشويه محاسنه ، لذا يجب علينا ا لتحكم باستخدامنا له، والوسيلة الوحيدة لتجنب سلبياته هي المراقبة الذاتية من قبل الفرد .
وعبرت ندى عن استيائها من الاستخدام السلبي لتك التقنية التي وصلت إلى الحرم الجامعي وقاعة المحاضرات فتقول" وصلتني صور ذات محتوى سيء ونحن في قاعة المحاضرات عبر البلوتوث، وهذا شيء مؤلم ان تكون هذه الظاهرة منتشرة في اوساط الشباب المثقف ، هي معاناة حقيقية يتحمل مسؤوليتها الشباب والمجتمع ، واذا لم يتم محاربتها فستؤدي إلى فساد الجنسين وتؤثر على مستوياتها العملية.
أما منصور علي موظف مختص بتقنية المعلومات فيرى أن مسؤولية تبادل الصور عبر هذه التقنية مسؤولية يتحملها الجميع وليس الذكور المعنيون بالأمر فهناك أخطاء كثيرة تأتي من الفتيات ، وبشكل عام فإن الاستخدام السيء لهذه التقنية تعد كارقة اختراق للهوية لانها تسعى لهدم الاخلاق والشباب .اخصائيين يؤكدون أن الشباب يتعامل مع التكنولوجيا بجهل شديد،فهو لم يتعد على مثل هذه الامور وهذه التقنيات الحديثة ، وللأسف دوما ما يلجأ متمعنا إلى إساءة استخدام كل مايتوصل إليه العلم، ونستغل أسوأمافيه,ونشوه الابتكارات العلمية عندما نستخدمها بطريقة خاطئة وتحول من أداة نافعة إلى أداة فعالة في "خراب البيوت" بعد أن انتشرت عبره الصور المخلة بالاداب والاوضاع المشينة وهذه كارثة مجتمعية نواجهها للأسف بكل برود دون أن نحاربها ونحد من مخاطرها,بالتوعية والارشاد لشباب وبنات ليست لديهم دراية عواقب الامور ويعيشون حياتهم وهم يرفعون شعار الاستهتار واللامبالاة.
كان من الطبيعي التواصل مع الجهات ذات العلاقة في وزارتي الاتصالات وتقنية المعلومات والثقافة لكنهما اكدتا أن ليس لها علاقة بهذه الظاهرة عبر تقنية البلوتوث ، لان هذه التقنية تأتي مع الهاتف المحمول وهي خدمة من ضمن الخدمات الأخرى التي تستخدم في الهاتف المحمول، ويعود استخدام هذه التقنية الى ثقافة واخلاق الفرد نفسه.
من جانبهم أكد الخطباء ورجال الدين خطورة الاستخدام السيئ للتقنيات التطورات الحاصلة في الاتصالات وتقنية المعلومات والتي منها الهاتف المحمول ، وأن ظاهرة تبادل الصور والابتزاز عبر تقنية البلوتوث اصبحت كالسرطان ينخر في جسد الامة وثقافتها وهويتها الدينية من خلال مسخ القيم الإنسانية والمبادئ وتغيير العادات والتقاليد.
وأوضحوا أن انتشار الصور والافلام الإباحية على أجهزة الهاتف المحمول والبلوتوث نتيجة نهاية مرحلة ما بعد التغريب الثقافي الموجه ضد الامة بدءا من الغزو الفكري الذي استخدمه الغرب كوسيلة لإزالة مظاهر الحياة الاسلامية ،مرورا بالتغريب الثقافي الذي يعني محاولة تجريد الانسان من هويته الثقافية وإدخاله إلى عقيدة فكر وطني ملتبس .واشاروا الى أن قضية الانترنت تعتبر قضية معقدة وشائكة ، بسبب انهدام القيم الاخلاقية مما يجعل الشباب مهيئا للغوص في اعماق المواد الانحلالية الهائلة على شاشات التلفاز والانترنت والموبايل والبلوتوث بما تبثه من صور فاضحة وهذه مؤامرة لتحطيم القيم من خلال تفجير الغرائز والبحث عن سبل غير شرعية لتعريفها وغرسها في سلوك الشباب والاطفال.
ودعوا الى ضرورة إعادة النظر في مناهج التربية والتعليم وفرض التربية الاسلامية كجزء منها كوسيلة لتحقيق عبادة الله وطاعته وايضا نحتاج الى وسائل اعلامية تؤدي رسالتها ونشر القيم الحميدة لتوعية الشباب المسلم.
[ ]